أنثروبولوجيا التنمية
أنثروبولوجيا التنمية (بالإنجليزية: Anthropology of development): مصطلح يُطبَّق على بنية العمل الأنثروبولوجي الذي يدرس التنمية من منظور ناقد. يمكن استخلاص نوع القضايا المتناولة والآثار المترتبة على النَهج المُتَّبع عادةً من قائمة التساؤلات التي طرحها غاو عام (1996). تشمل هذه التساؤلات، علماء الأنثروبولوجيا الذين يتساءلون لماذا يزداد الفقر إذا كان أحد الأهداف التنموية الرئيسة هو تخفيف حدة الفقر؟ لماذا توجد فجوة كهذه بين الخطط والنتائج؟ لماذا هؤلاء الذين يعملون في مجال التنمية على استعداد تام لتجاهل التاريخ والدروس التي قد يقدمها؟ لماذا تكون التنمية مدفوعة خارجيًا بدلًا من أن يكون لها أساس داخلي؟ باختصار، لماذا تفشل هذه التنمية المخطط لها بجهد؟
فُرِّق هذا النوع من أنثروبولوجيا التنمية عن الأنثروبولوجيا التنموية. يشير مصطلح الأنثروبولوجيا التنموية إلى وجهات النظر الأنثروبولوجية المطبقة على فرع دراسات التنمية متعدد التخصصات. وتتخذ من التنمية الدولية والمساعدة الدولية أهدافًا رئيسة لها. في هذا الفرع من الأنثروبولوجيا، يشير مصطلح التنمية إلى النشاط الاجتماعي الذي يقوم به مختلف العاملين (كالمؤسسات والعمل التجاري والمشاريع والدول والمتطوعين المستقلين) الذين يحاولون تعديل الحياة الاقتصادية والتقنية والسياسية و/أو الاجتماعية في مكان معين في العالم، بالأخص المناطق الفقيرة التي استُعمرت سابقًا.
يشترك علماء الأنثروبولوجيا التنمويون بالتزامهم بالنقد والإسهام المتزامنين في المشاريع والمؤسسات التي تنشئ وتدير المشاريع الغربية الرامية لتحسين الرفاهية الاقتصادية لأكثر الفئات تهميشًا وللقضاء على الفقر. ولئن كان بعض المنظرين يميزون بين «أنثروبولوجيا التنمية» (حيث التنمية هي موضوع الدراسة) والأنثروبولوجيا التنموية (بصفتها ممارسة مطبقة)، فإن هذا التمييز يُعتبر على نحو متزايد فكرة عفا عليها الزمن.