أنثروبولوجيا طبية شرعية
يشير مُصطلح الأنثروبولوجيا الجنائيّة (الطبيّة الشرعيّة) إلى تطبيقات علم التشريح في مجال علم الأنثروبولوجيا و مختلف حقوله الفرعيّة، بما في ذلك علم الآثار الجنائيّة و علم التاريخ الحفريّ الجنائيّ، في السياق القانونيّ. يمكن أن يساعد عالم الأنثروبولوجيا الطبيّة الشرعيّة في تحديد هويّة الأفراد المُتَوفِّين الذين تحلَّل رُفاتهم أو احترق أو تشوَّه أو أصبح التعرُّف على صاحب الرُفات صعباً، كما يحدث مثلاً في تحطُّم الطائرات. لعلماء الأنثروبولوجيا الطبيّة الشرعيّة دور رئيسيّ في التحقيق والتوثيق في حالات الإبادة الجماعيّة و المقابر الجماعيّة. يمثُلُ علماء الأنثروبولوجيا الطبيّة الشرعيّة بالإضافة إلى علماء الأمراض الشرعيِّين (اختصاصيُّو التشريح المرضيّ الشرعيّ) و أطباء الأسنان الشرعيّين و مُحقِّقي جرائم القتل عادةً أمام المحاكم كشهود خبراء. يمكن أن يُحدِّد علماء الأنثروبولوجيا الطبيّة الشرعيّة باستخدام العلامات الفيزيائيّة على الهيكل، أن يُحدِّدوا بشكل محتمل عمر الضحيّة و جنسها و قامتها (طولها) و نسبها. بالإضافة إلى تحديد الخصائص الماديّة للفرد، كما يمكن للعلماء باستخدام التشوُّهات الهيكليّة أن يُحدِّدوا (بشكل مُحتمل) سبب الوفاة و الإصابات السابقة للوفاة كالعظام المكسورة أو الإجراءات الطبيّة التي تعرَّضت لها الضحيّة، فضلاً عن أمراض كسرطان العظام.
تعتمد الطرق المستخدمة لتحديد شخصٍ ما من هيكل عظميّ على المساهمات السابقة لعلماء الأنثروبولوجيا الطبيّة الشرعيّة ودراسات اختلافات الهيكل البشريّ. و يُمكن إجراء تقدير اعتماداً على الخصائص الفيزيائيّة عبر جمع آلاف العينات وتحليل الاختلافات بين المجموعات السكانيّة المختلفة، ومن خلال ما سبق يمكن تحديد (بشكل مُحتمل) هويَّة شخصٍ ما. نما حقل الأنثروبولوجيا الطبيّة الشرعيّة خلال القرن العشرين ليصبح اختصاصاً طبيَّاً شرعيّاً بشكل كامل، ويتضمن علماء أنثروبولوجيا طبيّة شرعيّة مدرَّبين، فضلاً عن العديد من المعاهد البحثيّة التي تقوم بجمع بيانات حول التحلُّل و الآثار التي قد يحملها على الهيكل.