اشتراكية نقابية

الاشتراكية النقابية حركة سياسية تدعم سيطرة العمال على الصناعة من خلال النقابات، نشأت في المملكة المتحدة في الربع الأول من القرن العشرين وارتبطت بقوة بالمفكر الاشتراكي جورج دوجلاس هوارد كول متأثرة بأفكار الاشتراكي وليم موريس. ترفض الاشتراكية النقابية كلا من الرأسمالية واشتراكية الدولة المركزية، ويركز الاشتراكيين النقابيين على التنظيم الذاتي للنقابات كأساس للديموقراطية الإقتصادية. تدعو الاشتراكية النقابية إلى اعتماد الملكية العامة والإدارة الذاتية والوصول إلى مجتمع تعاوني يقوم على أساس اللامركزية والجودة العالية المستدامة والمساواة الاجتماعية من خلال نقابات ذاتية الإدارة ومملوكة للعمال وإرساء قواعد المبادئ التعاونية. والاشتراكية النقابية التي استوحيت جزئيًا من قِبل نقابات الحرفيين والعمال المهرة التي ظهرت في إنجلترا في العصور الوسطى هي حركة قديمة تعود إلى 1840 سعت لإعادة تنظيم الشركات في نقابات مؤسسة على نظام نقابات القرون الوسطى. ففي عام 1906، نشر آرثر بنتلي كتاب "استعادة النظام النقابي" الذي كان يعارض نظام إنتاج المصانع ودعا إلى العودة إلى فترة سابقة من الإنتاج الحرفي الذي تنظمه النقابات، ثم في العام التالي أصبحت مجلة "العصر الجديد" داعية للاشتراكية النقابية في سياق الصناعة الحديثة بدلا من نظام القرون الوسطى الذي يفضله بنتلي.

وكذلك تسلم الاشتراكية النقابية بالنقد الاقتصادي الماركسي للرأسمالية كنظام للعمل المأجور المُستغِل الذي تحوّل فيه الأفراد إلى سلع تُشترى وتُملك من خلال سوق الصرف، ويميز الاشتراكيون النقابيون أنفسهم عن الحركات اليسارية الأخرى من خلال التأكيد على مفهوم الاغتراب الناجم عن عبودية الأجر التي تخلق شعورًا بفقدان الكرامة خلال صفوف الطبقة العاملة. لا تعيد الرأسمالية إنتاج التمييز الاقتصادي فقط بل تخلق أيضًا تفاوت شاسع بارتقاء مكانة مجموعة صغيرة من الأفراد، بينما تخضع الجماعة الإنسانية لمهانة الامتلاك والتسلط في أماكن العمل. وغاية الاشتراكية النقابية معالجة كل أشكال التمييز، ومد الجميع بحرية التأثير على جميع جوانب حياتهم من خلال "الديمقراطية الوظيفية". ولا يمكن تحقيق هذه الأهداف إلا من خلال تثبيت الديمقراطية في مكان العمل أي المعمل كأمر أساسي لمعالجة الوضع القائم ومعالجة التمييز المادي المتأصل في المجال الاقتصادي. يعتقد النقابيون أن ذلك ضروري لتحويل المجتمع على مستوى الإنتاج، بما أنه مكمن السلطة الحقيقي. ويلتقط صمويل جورج هوبسون هذا الاعتقاد في شعار "السلطة الاقتصادية تسبق السلطة السياسية".

This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.