اضطراب ثنائي القطب
الاضطراب ثنائي القطب * هو اضطراب نفسي يسبّب نوبات من الاكتئاب ونوبات من الابتهاج غير الطبيعي. تعدّ نوبات الابتهاج المذكورة، والتي تعرف أيضاً باسم الهوس أو الهوس الخفيف، ذات أهمّية في تشخيص الحالة وذلك اعتماداً على شدّتها أو إذا كانت أعراض الذهان بادية. تختلف نوبات الابتهاج غير الطبيعي عن الشعور بالابتهاج في الظروف الاعتيادية، إذ أنّ في الحالة المرضية يشعر المرء حينها بنشاط وسعادة وتهيّج غير طبيعي؛ كما أنّها تؤدّي بالشخص في بعض الأحيان للقيام بأعمال طائشة وغير مسؤولة أو مدروسة العواقب. تتضاءل الحاجة إلى النوم أثناء نوبات الهوس؛ في حين أنّه خلال نوبات الاكتئاب قد يظهر على الأشخاص المصابين أعراض من قبيل نوبات البكاء، كذلك النظرة السوداوية للحياة، بالإضافة إلى تجنّب الالتقاء مع الآخرين. يظلّ خطر الانتحار عند المرضى المصابين بالاضطراب ثنائي القطب مرتفعاً، بنسبة تفوق 6%، في نفس الوقت قد تحدث أيضاً حالات من إيذاء النفس عند حوالي 30% إلى 40% من الحالات. يمكن لاضطرابات نفسية أخرى مثل اضطراب القلق أو اضطراب تعاطي المخدرات أن تكون مرتبطة بالاضطراب ثنائي القطب.
الاضطراب ثنائي القطب | |
---|---|
يوصف الاضطراب ثنائي القطب بحدوث نوبات اكتئاب وهوس متكررة | |
تسميات أخرى | الاضطراب ذو الاتجاهين - الاضطراب الوجداني ثنائي القطب - الاكتئاب الهوسي |
معلومات عامة | |
الاختصاص | طب نفسي |
من أنواع | اضطراب مزاجي ، والطيف ثنائي القطب |
المظهر السريري | |
الأعراض | تحول المزاج ، وانعدام التلذذ ، وأرق ، وفرط النوم ، ووهام ، وحبسة ، وهلوسة ، وفرط النشاط الجنسي ، وهوس ، وهوس خفيف ، وكآبة ، وإعياء ، وهياج نفسي حركي |
الإدارة | |
أدوية | توبيرامات ، وأولانزابين ، وغابابنتين ، وعلاج بالليثيوم ، وريسبيريدون ، وكويتيابين ، وحمض الفالبرويك ، ولاموتريجين ، وكلوزابين ، وتياجابين ، وكلونازيبام ، وكاربامازيبين ، ولاموتريجين ، وترانسكلوبنثيزول
|
الوبائيات | |
أعباء المرض | 13287237 معدل السنة الحياتية للإعاقة (2012) |
التاريخ | |
وصفها المصدر | الموسوعة السوفيتية الأرمينية |
لا تزال مسبّبات هذا الاضطراب غير مفهومة بوضوح؛ إلّا أنّ العوامل البيئية والوراثية يمكن أن يكون لها دور في ذلك. تتضمّن العوامل البيئية الخطرة وجود إساءة في مرحلة الطفولة أو حالات طويلة الأمد من التوتّر النفسي (الكرب)؛ في حين أنّ العديد من التأثيرات الجينية الصغيرة تساهم في خطر الإصابة بهذا الاضطراب النفسي؛ وتشير بعض الدراسات أنّ العوامل الوراثية هي الأكثر تأثيراً في الواقع، إذ يُعزى إليها حدوث حوالي 85% من الحالات.
ينقسم الاضطراب ثنائي القطب بصفةٍ عامّة إلى نوعين: النوع الأول يتميّز بحدوث نوبة هوس واحدة على الأقلّ، مع أو بدون نوبات اكتئابية؛ أمّا النوع الثاني فيتميّز بوقوع نوبة واحدة على الأقل من الهوس الخفيف (وليس الهوس) ونوبة اكتئابية رئيسية (كبرى). قد تُشخّص حالات من اضطراب المزاج الدوروي عند الأشخاص الذين يعانون من أعراض أقلّ شدّة وطويلة الأمد من الاضطراب ثنائي القطب. إنْ كانت الأعراض ناتجةً عن عقاقير أو مشاكل طبّية فإنّها تصنّف بشكل منفصل. من بين الحالات الأخرى التي قد تظهر بشكل مشابه، نجد مثلاً اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط واضطرابات الشخصية الأخرى والفصام واضطراب تعاطي المخدرات بالإضافة إلى عددٍ من الحالات الطبّية الأخرى.
ليس من المتَطلّب إجراء اختبارات طبية في هذه الحالة لتشخيص المرض، على الرغم من ذلك، فلا بأس من القيام بتحاليل دمّ أو تصوير طبّي من أجل استبعاد المشاكل الأخرى.
يمكن معالجة الاضطراب ثنائي القطب بالأدوية والعقاقير المناسبة، مثل مثبّتات المزاج ومضادّات الذهان؛ إلى جانب العلاج النفسي. يمكن لمثبّتات المزاج أن تحسّنه وأن تقلّل من اضطرابه، وهي تشمل العلاج بالليثيوم وأنواع معيّنة من مضادات الاختلاج (مضادات نوبات الصرع) مثل أملاح الفالبروات وعقار كاربامازيبين. قد تتطلّب إدارة الحالة إجراء علاج لاإرادي في مستشفى الأمراض النفسية إذا كان المصابون غير متعاونين مع برنامج العلاج ويشكّلون خطراً على أنفسهم أو على الآخرين. قد يمكن معالجة المشاكل السلوكية الشديدة مثل التهيّج أو السلوك العدواني باستخدام مضادّات ذهان قصيرة الأمد أو باستخدام عقاقير بنزوديازيبين. في نوبات الهوس يُنصَح بالتوقّف عن استخدام مضادّات الاكتئاب؛ وإذا استخدمت الأخيرة في نوبات الاكتئاب، فينبغي أن تُستخدَم مع مثبّتات المزاج. رغم عدم وجود دراسات كافية عنه بالشكل الكافي، إلّا أنّ المعالجة بالتخليج الكهربائي قد يُلجَأ إليها في حال عدم الاستجابة لوسائل العلاج الأخرى. في حال إيقاف العلاج، فإنّه يُنصَح بالقيام بذلك بشكل بطيء.
يعاني العديد من الأفراد من مشاكل مالية واجتماعية ومهنية جرّاء هذا الاضطراب؛ وتُصادَف تلك المشاكل في حوالي ربع إلى ثلث الأوقات وسطياً. بالإضافة إلى ذلك فإنّ المصابين بهذا الاضطراب قد يواجهون مشاكل متعلّقة بالوصمة الاجتماعية. يرتفع خطر الإصابة بالأمراض الأخرى مثل مرض القلب التاجي بمقدار الضعف عند المصابين بهذا الاضطراب نتيجة التغيّرات في نمط الحياة وبسبب التأثيرات الجانبية للعقاقير.
يصيب هذا الاضطراب حوالي 1% من السكّان عالمياً، كما يُقدَّر أنّ حوالي 3% من السكان في الولايات المتحدة عُرضةٌ في مرحلةٍ ما من حياتهم لهذا الاضطراب، وذلك بشكل متقارب بين الجنسين. يعدّ سن الخامسة والعشرين السنّ الأكثر شيوعاً لظهور أعراض هذا الاضطراب. قُدّرت الخسائر الاقتصادية المتعلّقة بهذا الاضطراب في الولايات المتحدة سنة 1991 بحوالي 45 مليار دولار؛ وذلك بشكل رئيسي بسبب الغياب عن الدوام في العمل، والذي قُدّر بحوالي 50 يوم في السنة.