اضطهاد المصابين بالبرص

إن اضطهاد المصابين بالبرص (تحت الاختصار PWA) يعتمد على الاعتقاد بأن بعض أجزاء الجسم عند المصابين بالبرص تنقل قوى سحرية. تتواجد هذه الخرافات بشكل خاص في منطقة البحيرات العظمى الأفريقية، وقد تم نشرها واستغلالها من قبل الأطباء السحرة وغيرهم ممن يستخدمون أجزاء الجسم كمكونات في الطقوس والبدع والجرعات التي يدّعون أنها تجلب الرفاهية لمن يستخدمها (تشويه أو قتل طبي).

ونتيجة لذلك، يتعرض الأشخاص المصابين بالبرص للاضطهاد والقتل والتشويه، كما يتم حفر قبورهم وتدنيسها في بعض الأحيان. وفي الوقت نفسه، يتم نبذ وقتل الأشخاص المصابين بالبرص لأسباب معاكسة تماماً، لأنه يُعتقد بأنهم ملعونون ويجلبون الحظ السيء. يحدث هذا الاضطهاد في الغالب في المجتمعات الإفريقية وجنوب الصحراء الكبرى ولا سيما الأفارقة الشرقيين.

البرص هو حالة وراثية نادرة للغاية، وتؤثر في جميع أنحاء العالم على كل واحد من بين كل 20 ألف شخص. على الرغم من ندرة وجوده في العالم الغربي، إلا أن البرص شائع جداً في إفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى، ومن المرجح أن السبب يعود لزواج الأقارب. حيث يجب على كلا الوالدين اللذين قد يكونا مصابين أو غير مصابين بمرض البرص أن يحملا الجين ليتم نقله للطفل. يصيب البرص كل من الذكور والإناث ولا يقتصر على عرق أو مجموعة عرقية دون الأخرى. تشير الإحصائيات إلى أن 50% من الأشخاص المصابين بالبرص في تنزانيا يمتلكون قريب لهم مصاب بنفس المرض. على الرغم من انتشار الجهل والمعلومات الخاطئة حول الأسباب الطبية والجينية المؤدي للبرص، يعتقد العديد أنه عقاب من الله أو سوء حظ، وأن مرضهم هذا يمكن أن يكون معدياً، لا يقتصر الأمر على عامة الناس في هذه المناطق بل على الكوادر الطبية أيضاً. تساهم هذه المفاهيم الخاطئة إلى جانب الافتقار إلى التعليم في جعل المصابين بالبرص عرضة للاضطهاد. كما يؤدي النقص المعرفي بهذا الخصوص إلى انتشار الحكايات الشعبية والخرافات والسحر لتحلّ محل الحقائق الطبية والعلمية في أذهان الكثير من الأفارقة الأصليين، مما يؤثر بدوره على الاندماج الاجتماعي للمصابين بالبرص ضمن المجتمع الإفريقي، حيث يموت 98% من المصابين بالبرص في سن الأربعين لأسباب يمكن منعها بسهولة.

This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.