الإمبراطورية الهولندية
الإمبراطورية الهولندية هي أكبر المستعمرات بعد كلا من إسبانيا والبرتغال. كانت هولندا تابعة للتاج الأسباني منذ القرن السادس عشر وقد اشتهرت بنشاطها التجاري والبحري بحكم موقعها الجغرافي.
الإمبراطورية الهولندية | ||||||
---|---|---|---|---|---|---|
| ||||||
نظام الحكم | غير محدّد | |||||
| ||||||
التاريخ | ||||||
| ||||||
جزء من سلسلة حول |
---|
تاريخ هولندا |
العصر المبكر |
بوابة هولندا |
وفي عام 1566م ثار الهولنديون ضد الأسبان وحصلوا على استقلالهم فاستغلوا براعتهم التجارية في نقل البضائع بين الشرق والغرب كما استفادوا من ضعف المراكز البرتغالية والأسبانية فاستولوا على جزر الصوند وعلى الملايو حيث أقاموا مراكز محصنة أخذت سفنهم تنطلق منها إلى سومطرة وجزر الهند الشرقية "اندونيسيا الحالية" كما استولوا على سيلان ومحطة الكاب في أقصى جنوبي أفريقيا وبعض جزر الأنتيل وجزء من شواطئ غيانا في أمريكا الجنوبية كما أسسوا مستعمرة في أمريكا الشمالية هي نيو أمستردام التي سميت فيما بعد نيويورك، كما كانت لهم مراكز تجارية على سواحل الهند.
تتألف الإمبراطورية الاستعمارية الهولندية من الأقاليم الخارجية والمواقع التجارية التي تشرف عليها وتتحكم بها الشركات الهولندية المرخصة (بصورة أساسية شركة الهند الغربية الهولندية وشركة الهند الشرقية الهولندية) وبالتالي تشرف عليها وتتحكم بها الجمهورية الهولندية (1581-1795)، وبعد ذلك مملكة هولندا الحديثة بعد عام 1815. كانت الإمبراطورية الهولندية الاستعمارية في البداية نظامًا معتمدًا على التجارة والذي حاز على تأثيره من الشركات التجارية والسيطرة الهولندية على طرق الشحن البحرية العالمية من خلال بؤر مزروعة بصورة استراتيجية بدلًا من المشاريع المُكلفة الإقليمية. بوجود بعض الاستثناءات الملحوظة، تألفت مقتنيات الإمبراطورية الهولندية الاستعمارية من الحصون الساحلية والمصانع والمستوطنات الساحلية بدرجة متنوعة من الشراكة مع مناطقهم النائية والمناطق المحيطة الأخرى. أملَت الشركات الهولندية المرخصة غالبًا بأن تُحفظ ممتلكاتها من التمدد لتجنب الإنفاق غير الضروري، وبينما تمددت مستعمرة كيب الهولندية (جنوب أفريقيا الحالية) والإنديز الشرقية الهولندية (إندونيسيا الحالية) (بسبب الضغط من المستعمرين الهولنديين الميالين للاستقلال)، بقيت المستعمرات الأخرى غير متطورة ومراكز تجارية معزولة معتمدة على دولة مستضيفة من السكان الأصليين. عكس هذا الغرض الأساسي للإمبراطورية الهولندية الاستعمارية التبادلَ التجاري بصورة تعاكس السيادة على الأراضي المتجانسة.
تعززت الطموحات الإمبراطورية للهولنديين من خلال قوة صناعة الشحن التي يتحكمون بها بالإضافة إلى الدور الأساسي الذي لعبوه في توسيع التجارة البحرية بين أوروبا والشرق. بسبب أن شركات التجارة الأوروبية الصغيرة غالبًا ما افتقرت لرأس المال والقوة البشرية للعمليات ذات النطاق الكبير، رخص برلمان هولندا لمنظمات كبيرة -شركة الهند الغربية الهولندية وشركة الهند الشرقية الهولندية- في بدايات القرن السابع عشر. اعتُبرت هذه الشركات أكبر وأشمل شركات التجارة البحرية في ذلك الوقت، وحصلت على احتكار افتراضي على طرق الشحن الأوروبية باتجاه الغرب عبر نصف الكرة الأرضية الجنوبي وأمريكا الجنوبية من خلال مضيق ماجلان، وباتجاه الشرق حول أفريقيا التي تعبر رأس الرجاء الصالح. ساهمت سيطرة الشركات على التجارة العالمية بشكل كبير في الثورة التجارية والازدهار الثقافي في هولندا في القرن السابع عشر المعروف بالعصر الذهبي الهولندي. استكشف الملاحون الهولنديون، خلال بحثهم عن طرق تجارية جديدة بين آسيا وأوروبا، وأظهروا على الخريطة مناطق بعيدة مثل نيوزيلندا وتاسمانيا وبعض مناطق الساحل الشرقي لأمريكا الشمالية. خلال فترة ما قبل التصنيع، استقبلت الإمبراطورية 50% من النسيج و80% من الحرير من الواردات من إمبراطورية الهند المغولية وبشكل رئيسي من أكثر منطقة متطورة فيها المعروفة بصوبة البنغال.
بدأت الإمبراطورية الهولندية الاستعمارية في القرن الثامن عشر بالانحسار نتيجةً للحرب الأنغلو-هولندية الرابعة بين عامي 1780-1784، وفيها خسرت هولندا عددًا من ممتلكاتها الاستعمارية واحتكاراتها التجارية لصالح الإمبراطورية البريطانية وغزو منطقة البنغال المغولية الغنية ومعركة بلاسي. ومع ذلك، نجت أجزاء كبيرة من الإمبراطورية حتى حلول إنهاء الاستعمار العالمي الذي أعقب الحرب العالمية الثانية (1939-1945)، أي الإنديز الشرقية (إندونيسيا) وغويانا الهولندية (سورينام). بقيت ثلاثة أقاليم استعمارية، في جزر الإنديز الغربية حول البحر الكاريبي وهي أوروبا وكوراساو وسينت مارتين، بصفتها أجزاءً من الدول التي تُمثَل ضمن مملكة هولندا.