التغييرات الاجتماعية الأولى في العصر النبوي
حدثت العديد من التغيرات الاجتماعية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم واستمرت حتى بعد وفاته.
جزء من سلسلة مقالات حول |
الدراسات الإسلامية |
---|
الفلسفة
|
الفن والأدب والعمارة
|
|
اتفق المؤرخون بصفة عامة سواء من المسلمين أو المستشرقين أن في عهد النبي محمد والخلفاء الراشدين حدثت تغيرات في جميع المجالات مثل الضمان الاجتماعي وبنية الأُسرة والعبيد وحقوق النساء.
على سبيل المثال يتطرق المؤرخ لويس برنارد (Lewis Bernard) إلى هذا الموضوع قائلاً : «من أول امتيازات الإسلام هي إلغاء الأرستقراطية، ورفض التسلسل الهرمي بين البشر، وأصبحت صيغة المهنة معتمدة على المواهب. و لا تعتمد على صلة القرابة أو على المعارف».
وهناك عدة أمثلة في التاريخ الإسلامي، فعلى سبيل المثال اعتمد النبي محمد على بلال بن رباح في أن يكون مؤذنًا للمسلمين لحسن صوته وقد كان منبوذاً في عهد العبودية قبل انتشار الإسلام لأنه عبد حبشي أعجمي من ذوي البشرة السمراء، لكن رسول الله قد كرمه.
ونرى مثال آخر في اعتماد النبي صلى الله عليه وسلم على المواهب فمثلاً أعتمد على أسامة بن زيد لقيادة المسلمين ضد الروم، فقد ولاَّه النبي -رغم صغر سنِه- قيادة جيش المسلمين المتوجه لِغزو الروم في الشام، وقال له:
روي عن العديد من الصحابة أن رسول الله قال:
أن رسول الله قال لأسامة بن زيد
يا أسامة، سر على اسم الله وبركته حتى تنتهي إلى مقتل أبيك، فأوطئهم الخيل، فقد وليتك على هذا الجيش، فأغر صباحًا على أهل أُبْنَى وحرق عليهم، وأسرع السير تسبق الخبر، فإن أظفرك الله فأقلل اللبث فيهم، وخذ معك الأدلاء، وقدم العيون أمامك والطلائع صحيح البخاري |
ثم عقد الرسول لأسامة اللواء، قائلاً: «امضِ على اسم الله». وقد اعترض بعض الصحابة ولاية هذا الغلام على المهاجرين الأولين، ولمّا عَلم رسول الله بذلك، غَضِب غضبًا شديدًا، فخرج وقد عصب على رأسه عصابة وعليه قطيفة ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم تابع قائلاً:
روي عن العديد من الصحابة في صحيح البخاري:
أما بعد، يا أيها الناس، فما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري أسامة بن زيد؟ والله لئن طعنتم في إمارتي أسامة لقد طعنتم في إمارتي أباه من قبله، وأيم الله إن كان للإمارة لخليقًا، وإن ابنه من بعده لخليق للإمارة، وإن كان لمن أحب الناس إليَّ، وإن هذا لمن أحب الناس إليَّ، وإنهما لمخيلان لكل خير، فاستوصوا به خيرًا؛ فإنه من خياركم |