الحجة الغائية
الحجة الغائية أو الحجة الفيزيائية-الغائية، والتي تُعرف أيضًا باسم حجة التصميم، أو حجة التصميم الذكي، هي حجة لـوجود الله أو، بشكل أعم، لخالق ذكي استنادًا إلى أدلة واضحة على تصميم متعمد في العالم الطبيعي. إن أولى النسخ المسجلة من هذه الحجة ترتبط بسقراط في اليونان، رغم أنه قد جادل البعض بأن سقراط تكلم بحجة قديمة. أما تلميذه أفلاطون وتلميذ أفلاطون أرسطو فقد قدموا مقاربات معقدة لمقترح أن الكون له سبب ذكي، لكن المدرسة الرواقية قامت تحت تأثيرهم "بوضع سلاح الحجج المؤيدة للخلق والتي تعرف عمومًا باسم حجة التصميم" استعملت الأديان الإبراهيمية الحجة الغائية بعدة أساليب، وقد ارتبطت هذه الحجة بها. وقد قام علماء الدين الإسلامي في العصور الوسطى مثل الغزالي باستخدام الحجة، رغم رفضها من قبل النصيين باعتبارها غير ضرورية، ورفضت من الفلاسفة المسلمين باعتبارها غير مقنعة. ثم قبل الراهب توماس الأكويني بالحجة الغائية وضمنها في البراهين الخمسة على وجود الله. وكان من أنصارها في إنكليترا المعاصرة رجال دين مثل ويليام تورنر وجون ري وفي بدايات القرن الثامن عشر نشر وليام ديرهام كتابه اللاهوت الفيزيائي Physico-Theology وقدم فيه "شرحًا لوجود الله وصفاته من مخلوقاته". ولاحقًا نشر ويليام بيلي في كتابه اللاهوت الطبيعي أو الأدلة على وجود وصفات الخالق في عام 1802 وطرح حجة التصميم بنسخته من حجة صانع الساعة واستخدام لأول مرة تعبير حجة التصميم. ومنذ بداية طرح الحجة الغائية تعرضت لانتقادات كثيرة بمختلف نسخها، واستجابات لتحديها لادعائات العلم الطبيعي غير الغائية. وأكثر الانتقادات أهمية هي الحجج الفلسفية العامة التي طرحها ديفيد هيوم في كتاب "حوارات حول الدين الطبيعي" الذي نشر 1779 والانتقاد التالي بالأهمية هو تعليل التعقيد البيولوجي الذي طرحه داروين في أصل الأنواع، المنشور 1859. منذ ستينيات القرن العشرين كانت حجج بالي مؤثرة في تطوير حركة علم الخلق التي تستعمل تعابير مثل "التصميم من قبل مصمم ذكي" ثم نشروها تحت اسم جديد التصميم الذكي وتدعو له حركة التصميم الذكي. وكلا الحركتين استخدمة الحجة الغائية للمجادلة ضد مفهوم التطور، وطالبت بوجوب إعطاء التفسيرات المتجاوزة للطبيعة مصداقية مكافئة في مناهج تدريس العلوم الحكومية.
وبدأ منذ زمن الإغريق ظهور مقاربتين في الحجة الغائية، يتمايزان بفهمهما بخصوص النظام الطبيعي إن كان خلق حرفيًا أم لا. وقد بدأت مقاربة الحجة غير الخلقية بوضوح مع أرسطو، رغم أن كثيرًا من المفكرين كاتباع الأفلاطونية المحدثة يعتقدون بأنها كانت مقصودة من أفلاطون فعلًا. ولا توصف هذه المقاربة بالخلقية بالمعنى البسيط، لأنها وإن وافقت على وجود الذكاء الكوني ومسؤوليته عن النظام الطبيعي، فهي ترفض مقترح أن هذا يتطلب "خالقًا" ليصنع ماديًا هذا النظام ويحافظ عليه. ولم يجد أتباع الأفلاطونية المحدثة أن الحجة الغائية مقنعة، وتابعهم على ذلك فلاسفة القرون الوسطى مثل الفارابي وابن سينا، ولكن ابن رشد وتوماس الأكويني اعتبرا الحجة مقبولة، وإن لم تكن الحجة الأفضل. والمدافعين المعاصرين عن الحجة الغائية هما الفيلسوف ريتشارد سواينبرن و عالم الرياضيات جون لينكس.