السويد خلال الحرب العالمية الأولى

بقيت السويد، بعد سياستها الطويلة من الحياد منذ حروب نابليون، محايدة طوال الحرب العالمية الأولى بين 28 يوليو 1914 و11 نوفمبر 1918. ومع ذلك، لم تستطع السويد الحفاظ على هذا الحياد بسهولة، وقد تعاطفت في أوقات عدة مع أطراف مختلفة في النزاع.

لم تدخل السويد الحرب في الجانب الألماني عامي 1914-1915 على الرغم من المشاعر القوية الموالية لألمانيا لدى النبلاء السويديين وفي الأوساط السياسية السويدية. بدلًا من ذلك، حافظت السويد على الحياد المسلح واستمرت في التجارة مع كل من دول الوفاق الثلاثي ودول المركز. أدت التجارة السويدية مع ألمانيا، خاصة في خام الحديد، في النهاية إلى انخفاض كبير في صادرات المواد الغذائية إلى السويد، على الأخص بعد دخول أمريكا الحرب عام 1917. تسبب نقص الغذاء الناتج عن ذلك، والاضطرابات العامة التي أخذت شكل مسيرات للجوعى وأعمال شغب، في سقوط الحكومة المحافظة في السويد، والتي استُبدلت في النهاية بحكومة اشتراكية ديمقراطية، مما أدى إلى الدخول بعصر الإصلاح السياسي في السويد.

تدخلت السويد عسكريًا في جزر أولاند بعد انخراط روسيا في حرب أهلية وتحقيق الاستقلال الفنلندي عام 1918، واحتلت لفترة وجيزة الجزر التي سعت السويد منذ فترة طويلة إلى الحصول عليها، والتي كان فيها عدد كبير من السكان السويديين الذين دعموا ضم السويد، والتي طالبت فنلندا بها أيضًا. لكن السويد انسحبت في نهاية المطاف بعد قيام احتجاجات فنلندية. شاركت أعداد كبيرة من السويديين أيضًا كمتطوعين في الحرب الأهلية الفنلندية، حيث لعبت الفرقة السويدية المؤلفة من 350 فردًا دورًا في معركة تامبيري الحاسمة.

في نهاية الحرب، لم تكن السويد ضمن الدول الموقعة على معاهدة فرساي التي أوصلت النزاع إلى نهايته، لكنها انضمت إلى عصبة الأمم التي تشكلت نتيجةً للمعاهدة، وبالتالي كانت ملزمة بتقييد إعادة التسليح الألماني. رغم ذلك، قدمت الشركات السويدية المساعدة لنظرائها الألمان، والتي ساعدتهم على تجنب قيود المعاهدة.

This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.