الصحراء الغربية
الصحراء الغربية هي منطقة مُتنازع عليها تقعُ في المغرب العربي – الذي يُعرف أيضًا باسمِ المغرب الكبير – وتحديدًا في منطقة شمال أفريقيا حيث يُسيطر المغرب على جزء كبير منها؛ فيما تَعتبرها دول أخرى منطقة مُستعمَرة في عملية تصفية الاستعمار، تسعى الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي بإصدار قرارات لإيجادِ حلٍ نحو عملية تقرير المصير لسكان الصحراء.
الصحراء الغربية | |
---|---|
(بالعربية: الصحراء الغربية) | |
الأرض والسكان | |
إحداثيات | 25°N 13°W |
المساحة | 266000 كيلومتر مربع |
الارتفاع عن مستوى البحر(م) |
237 متر |
التعداد السكاني | 582000 (2019) |
الحكم | |
التأسيس والسيادة | |
التاريخ | |
بيانات أخرى | |
العملة | درهم مغربي بيزيتا صحراوية |
أيزو 3166-1 حرفي-2 | EH |
رمز الهاتف الدولي | +212 |
يحد الصحراء الغربية من جهة الشمال دولة المغرب بينما تحدها الجزائر من الجهة الشرقية ثم موريتانيا من الجهة الجنوبية فالمحيط الأطلسي من الغرب، وتبلغ مساحتها حوالي 266,000 كيلومتر مربع (103,000 ميل2). وهي واحدة من "الدول" الأقل كثافة سكانية في العالم حيث تتكون أساسا من صحراء مستوية إلا أن عدد سكانها يتجاوز الـ 500.000، 40% منهم يعيشون في مدينة العيون كبرى مدن الصحراء الغربية.
تم احتلال الصحراء الغربية من قبل إسبانيا حتى أواخر القرن العشرين، وهي اليوم ضمن قائمة الأمم المتحدة للأقاليم غير المحكومة ذاتيا وذلك منذ عام 1963 بعدما قدم المغرب طلبا بهذا الخصوص. في عام 1965، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها الأول بشأن الصحراء الغربية، حيث سألت فيه إسبانيا حول ملكية الإقليم. وبعد عام واحد، تم إصدار قرار جديد من الجمعية العامة تطلب فيه إجراء استفتاء عُقد في إسبانيا من أجل تقرير مصير المنطقة. وفي عام 1975، تخلت إسبانيا عن الرقابة الإدارية للإقليم ثم منحت هذه الرقابة لإدارة مشتركة من قبل المغرب (الذي ادعى أن الإقليم تابع رسميا له منذ عام 1957) وموريتانيا.
اندلعت حرب بين البلدان حول ملكية المنطقة، فتأسست حركة قومية صحراوية عُرفت بجبهة البوليساريو والتي أعلنت في وقت لاحق عن تأسيسها الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية و شكلت حكومتها في المنفى في تندوف بالجزائر.
انسحبت موريتانيا من الصحراء الغربية عام 1979، ليُسيطر المغرب فعليا على معظم مساحة الصحراء الغربية، إلا أن الأمم المتحدة تعتبر جبهة البوليساريو الممثل الشرعي للشعب الصحراوي، وتطالب المنظمة من السلطات في المغرب بضرورة ترك حق تقرير المصير للصحراويين أنفسهم.
رعت الأمم المتحدة اتفاق وقف إطلاق النار في عام 1991، وكانت قد نشرت تقريرها الذي أكدت فيه أن ثلثي الأراضي (بما في ذلك معظم الساحل الأطلسي -الجزء الوحيد من الساحل خارج الجدار الرملي في أقصى الجنوب- بالإضافة إلى جزيرة رأس نواذيبو) تُدار من قبل الحكومة المغربية التي تحصل على دعم ضمني من فرنسا والولايات المتحدة، أما الثلث المتبقي فيُدار من قبل الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب المعروفة باسم البوليساريو .
من الناحية الدولية، فهناك بعض البلدان التي اتخدت موقفا غامضا في قضية الصحراء مثل روسيا التي تقول إن موقفها محايد وتدعم الطرفين معا؛ لكن يجب الضغط على كل الأطراف من أجل الوصول لاتفاق وحل سلمي. هذا وتجدر الإشارة إلى أن كل من المغرب وجبهة البوليساريو يسعيان إلى الحصول على اعتراف رسمي من دول أفريقيا، آسيا، أمريكا اللاتينية وباقي الدول في العالم النامي وهذا ما يُفسر تحركاتهما الكبيرة في هذا المجال وإنجاز مشاريع عديدة في دول فقيرة قصد الحصول على دعمها. وكانت جبهة البوليساريو قد حصلت على الاعتراف الرسمي بملكيتها للمنطقة من 37 دولة مما مكنها من تمديد عضويتها في الاتحاد الأفريقي، أما المغرب فقد فاز بدعم العديد من الحكومات الأفريقية معظمها من العالم الإسلامي والبلدان ضمن جامعة الدول العربية.
واعتبارا من 2017 لا توجد أي دولة عضو في الأمم المتحدة تعترف رسميا بسيادة المغرب على كل أجزاء الصحراء الغربية، ومع ذلك فهناك عدد من البلدان التي أعربت عن دعمها للمغرب واستعدادها في المستقبل القريب للاعتراف بملكية المغرب لتلك الأقاليم وذلك ضمن مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء الغربية. عموما فإن ضم المغرب لتلك المنطقة لم يحصل على الكثير من الاهتمام في المجتمع الدولي مقارنة بمناطق أخرى متنازع عليها (مثل ضم الاتحاد الروسي للقرم).