العلاقة بين الدين والعلم

كانت العلاقة بين الدين والعلوم موضوعاً للدراسة منذ العصور القديمة الكلاسيكية، حيث اهتم بها وفسرها الفلاسفة واللاهوتيون والعلماء وغيرهم. وجهات النظر تختلف وفقاً للمناطق الجغرافية، والثقافات والحقبة التاريخية، فالبعض يصف العلاقة باعتبارها نوع من الصراع، والبعض الآخر يصفها بالانسجام، والبعض الآخر يري القليل من التفاعل فقط بين الدين والعلم.

كلاً من العلوم والأديان هي المساعي الاجتماعية والثقافية المعقدة التي تختلف عبر الثقافات وتتغير مع مرور الوقت. وقد تحققت معظم الابتكارات العلمية والتقنية قبل الثورة العلمية من قبل المجتمعات التي تنظمها التقاليد الدينية. خلال العصر الذهبي الإسلامي تم وضع الأسس العلمية من قبل ابن الهيثم. روجر بيكون، الذي يُرجع البعض الفضل له في إضفاء الطابع الرسمي على المنهج العلمي، والذي كان راهباً من الفرنسيسكان. احتضنت الهندوسية عبر التاريخي نظام السببية والتجريب، معتبرة أن العلم يجلب المعرفة المشروعة. وقد اعتنق الفكر الكونفوشيوسي آراء مختلفة عن العلم بمرور الوقت. معظم البوذيين ينظرون اليوم إلى العلم على أنه مكمل لمعتقداتهم. في حين أن تصنيف العالم المادي من قبل الهنود واليونانيين القدماء إلى العناصر الكلاسيكية والهواء والنار والماء كان أكثر فلسفية، وفي القرون الوسطى استخدم علماء العالم الإسلامي في القرون الوسطى الملاحظة العملية والتجريبية لتصنيف المواد.

الأحداث في أوروبا مثل قضية غاليليو، المرتبطة بالثورة العلمية وعصر التنوير، قادت علماء مثل جون وليام دريبر لفرض نظرية بأن الدين والعلوم في صراع منهجي، واقعياً وسياسيا على مر التاريخ. هذه الأطروحة تم تبنيها من قبل بعض العلماء المعاصرين مثل ريتشارد دوكينز و كارل ساجان.

القبول العام للحقائق العلمية قد يتأثر بالدين. كثيرون في الولايات المتحدة يرفضون نظرية التطور عن طريق الانتقاء الطبيعي، وخاصة فيما يتعلق بالبشر. ومع ذلك، كتبت الأكاديمية الوطنية للعلوم الأمريكية أن "الأدلة على التطور يمكن أن تكون متوافقة تماماً مع الإيمان الديني"، وهو الرأي الذي أيدته رسمياً العديد من الطوائف الدينية على الصعيد العالمي.

This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.