الغزو المغولي لخوارزم
الغزو المغولي لخوارزم (بالفارسية: حملهٔ مغول به خوارزم) أو الغزو المغولي لِإيران (بالفارسية: حملهٔ مغول به ايران) وفق بعض المراجع الإيرانيَّة المُعاصرة، هو مصطلح يشير إلى ثلاثة حملات مغولية على الدولة الخوارزمية بين سنوات 1219-1256 م (616-654 هـ). أدت تلك الحملات إلى تأسيس الدولة الإلخانية في فارس، وأعقبها استيلاء المغول على العراق والقفقاس وأجزاء من آسيا الصغرى التي كانت تحت حكم السلاجقة، حيث امتدت من «نهر جيحون» إلى عراق العرب غربًا، ومن جنوبي روسيا شمالاً إلى بحر العرب جنوبًا.
الغزو المغولي لخوارزم | |||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
جزء من الغزوات المغوليَّة | |||||||||
معلومات عامة | |||||||||
| |||||||||
المتحاربون | |||||||||
إمبراطورية المغول | الدولة الخوارزمية | ||||||||
القادة | |||||||||
الوحدات | |||||||||
خيَّالة بمعظمها، ما بين 80,000 و100,000 فارس نبَّال معاونين غير مغول، ومهندسين، ومعدات حصار، بما فيها أسلحة باروديَّة صينيَّة مدنيُّون خوارزميُّون مُجنَّدون |
حاميات القلاع والمُدن بشكلٍ رئيسيّ | ||||||||
القوة | |||||||||
يُرجِّح المُؤرخون المُعاصرون ما بين 150,000 إلى 200,000 مقاتل | غير معلوم نظرًا لِتكوّن الجيش بأغلبه من حاميات ومدنيين | ||||||||
الخسائر | |||||||||
غير معروف | 1.25 مليون بما فيهم المدنيين (25% من السُكَّان) | ||||||||
أصبح لجنكيز خان بعد سيطرته على الصين وقسم من آسيا الوسطى حدودًا مع الدولة الخوارزمية. في البداية، ارتضى جنكيز خان في شبه اتفاق حسن مجاورة ملك خوارزم محمد خوارزم شاه الثاني، ولكن بعد أن أقدم حاكم مدينة أوترار الخوارزميَّة على الفتك بقافلة مغولية في مدينة أترار، ثار غضب جنكيز خان وقرر غزو العالم الإسلامي.
شنّ جنكيز خان حملة عسكرية بقيادة ابنه جوجي خان ضد الدولة الخوارزمية في سبتمبر 1219 م (خريف 616 هـ)، وواجهها السلطان محمد في نفس السنة في معركة انهزم فيها السلطان، وبدا له قوة المغول، فآثر عدم مواجهتهم مجددًا. وقبل أن يلفظ السلطان محمد أنفاسه الأخيرة في 13 شوال 617 هـ، أوصى بالسلطان من بعده لابنه جلال الدين. صمد السلطان الجديد أمام الجيش المغولي بعد وفاة أبيه لأكثر من 10 سنوات. وفي سنة 626 هـ، وقع الهجوم المغولي الثاني بقيادة جورماغون بأوامر من أخيه منكو خان. كان هذا الهجوم بغرض القضاء على المقاومة الخوارزمية، والسيطرة على المناطق المتبقية. أدّى الهجومان المغوليان إلى نهاية حكم الخوارزميين في فارس، وتم نهب وقتل سكان مدن سمرقند ومرو وباميان وهراة وطوس ونيسابور، ودُمِّرت عاصمة الدولة كهنه غرغانج بالكامل. لم يتعرض شمال وشمال شرقي إيران فحسب للتخريب، بل وطال التدمير بشكل كبير مدن وسط وغرب إيران حاليًا في الري وقم وقزوين وهمدان ومراغة وأردبيل. بعد هذا الانتصار، انتهج خلفاء جنكيز خان سياسة مُغايرة لسياسته، وفضّلوا تأمين فُتوحات المغول وإرساء دعائم الدولة والسيطرة على الشعوب بدلًا من مُواصلة الفُتوحات، وقتل الناس وتدمير مدنهم.
وفي سنة 1254 م (654 هـ)، وقع الهجوم الثالث بقيادة هولاكو خان بعد أربعين سنة من هزيمة محمد خوارزم شاه. وضع هولاكو خطة عسكرية تقضي، أولًا، بالقضاء على الإسماعيلية الحشاشين، وأخذ بفتح قلاع الحشاشين الحصينة في قهستان ورودبار وقومس، ووزَّع غنائمها على قادة جيشه وعساكره، ولم يبق أمامه سوى قلعة آلموت المعقل الرئيسي للحشاشين. وفي 26 ذي القعدة 654 هـ، تمكن المغول من إسقاط قلعة آلموت، وقتلوا الكثير من الحشاشين، ودُمِّرت آلموت عن بُكرة أبيها وجُعلت قاعًا صفصفًا، ثُمَّ تبع ذلك استيلاء المغول على سلطنة الرُّوم السلاجقة بقيادة بايجو نويان. صمد الخوارزميون في دفاعهم عن أنفسهم خلال حملة المغول الأولى في مدن أترار وخجند وهراة وخوارزم ونيسابور وهراة وتالقان وسمنان بشدة، إلا أن الخلافات بين أعيان المدن وقادة الجيوش، وعدم وجود قائد مدبر، وفرار السلطان خوارزمشاه، وعدم تنسيق سبل المقاومة، كانت كلها أسبابًا لفشل ذلك الصمود.