تاريخية محمد
في حين أن وجود محمد ثبت من خلال السجلات التاريخية أو شبه المعاصرة والمعاصرة، إلا إن هناك بعض المستشرقين المتأخرين في نهاية القرن العشرين يحاولون وفق ادعاءاتهم اختلاق فرضيات بهدف إيجاد تباين بين توافق العناصر التاريخية والعناصر غير التاريخية التي تناولت حياة محمد وسيرته منذ 14 قرنًا.
جزء من سلسلة مقالات حول |
مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد المُطَّلب الهَاشِمي القُرَشيّ |
---|
أحداث وجوانب من حياته
|
نظراته وآراؤه |
أوصافه وخصاله |
آثاره ومقتنياته |
بوابة محمد |
ظهرت في سبعينيات القرن العشرين مدرسة استشراقية متطرفة تعادي المصادر التاريخية الإسلامية، ونتائج هذه المدرسة متضاربة رغم انطلاقها من افتراضات مشتركة. وهي تعارض أي مصادر تاريخية تناولت سيرة محمد، حتى وإن كتبها غير المسلمين، حين تتوافق مع المصادر التاريخية الإسلامية التي تناولت الوجود التاريخي لمحمد، وذهب بعض المستشرقين المتطرفين من أتباع هذه المدرسة من شدة عدائهم لمحمد إلى إنكار الآثار التاريخية التي خلفها في مسقط رأسه مكة المكرمة ومدينته المدينة المنورة وبقية أنحاء الجزيرة العربية، من خلال فرضية تنكر وجود مكة والمدينة ثم اختلقوا فرضية أخرى ادعوا من خلالها أن مكة المكرمة والمدينة المنورة بل والحجاز أيضًا ليست هي مكة والمدينة والحجاز وأن مكة والمدينة والحجاز خارج حدود شبه الجزيرة العربية، وتضمنت فرضيات هؤلاء المستشرقين إنكارا لوجود قريش وإنكارا للفتوحات التي قادها أصحاب محمد من الجزيرة العربية، وإنكارا للقرآن بوصفة رسالة محمد.
خلفت فرضيات هذه المدرسة الاستشراقية سيلا من الانتقادات من المستشرقين وعلماء الغرب أنفسهم بسبب ركاكة تلك الفرضيات التي اختلق أصحابها فجوات تاريخية لدعم ادعاءاتهم.
أقدم مصدر إسلامي للمعلومات عن حياة محمد، هو القرآن ويعتبر وثيقة تاريخية، وفيه ذكر اسمه ومعلومات شخصية مثل حواراته وغزواته فذكرت معركة بدر وأحد والخندق وتفاصيلها، وذكر أهل بيته بما فيه ذكر حادثة مقاطعته لزوجاته وتخيريهن بين العيش الزاهد معه أو الطلاق، وقصة طلاق زينب من زيد وزواجه لاحقًا بها، وموقف المستشرقين الجدد متناقض من هذه الحادثة، فهم يثقون بذكر القرآن لهذه الحادثة ويبنون طعنًا أخلاقيًا عليها وفق تصور سلبي لمجرياتها، ثم ينكرون تاريخية القرآن وتاريخية محمد بعد ذلك، وفي القرآن ذكر للأسئلة التي طرحت عليه وسميت سورة باسم "المجادلة" في قصة امرأة وشكواها. النص التالي في الأهمية هو الحديث النبوي، ثم السيرة النبوية والذي دون في الأعمال التاريخية للكتاب من القرن الثالث والرابع من العصر الإسلامي (حوالي 800-1000 بعد الميلاد).