تكون النجوم
ولادة النجوم وموتهاطوال حياتنا كنا ننظر لهذه الأجرام السماوية وينتابنا شعور غريب تجاهها، حان الوقت لكي نتعرف على أصلها ومنشأها. إن النجوم ناتجة من تجمعات غبارية وغازية في الفضاء وتسمى السدم، وتوصف التجمعات الغازية الهائلة التي لم تتشكل بعد بأنها مولّدة للنجوم، يطلق عليها أيضاً «الحاضنات»، لأنها حاضنات للنجوم الوليدة، تتكاثف أجزاء من تلك الغمامة الهائلة تحت تأثير جاذبيتها فيؤدي ذلك إلى نشأة وتكوين نجم أو عدة نجوم.
تمر عملية ولادة نجم على عدة مراحل: فهي عملية يتكاثف خلالها جزء من الغيوم الجزيئية تحت فعل الجاذبية الذاتية وتتخذ شكلا كرويا، وتظل تلك الكرة الهائلة من الغاز والغبار في الانكماش، ويصاحب هذا الانكماش ارتفاع في درجة حرارة الغاز. ويتكون الغاز في العادة من عنصري الهيدروجين والهيليوم وهما أخف العناصر. يظل ارتفاع درجة حرارة الغاز بالانكماش فتتحول الذرات إلى أيونات وإلكترونات حرة في الحرارة العالية؛ وتسمى تلك الحالة البلازما. وتظل كرة البلازما تنكمش تحت فعل جاذبيتها (الجاذبية هي قوة جاذبية يختص بها كل جسم أو جسيم، فهي خاصية للأجسام بصفة عامة) ويتزايد ارتفاع درجة حرارتها حتى تكون كافية لبدء تفاعل عنصر الهيدروجين المتأين لتكوين عنصر الهيليوم. هذا التفاعل يسمى اندماج نووي، وتنتج منه طاقة كبيرة جدا، فيبدأ النجم يضيء. وحينئذ يصبح نجماً وتكون هذه هي ولادته، تحدث تلك الولادة عندما تصل درجة حرارة قلب النجم نحو 12 مليون درجة مئوية - حيث يبدأ تفاعل الاندماج النووي.
إن مراحل نشوء النجوم وتكونها هو أحد فروع الفيزياء الفلكية ويتضمن دراسة تشكل وولادة النجوم ودراسة الوسط بين النجمي والغيوم الجزيئية العملاقة كأسلاف لعملية ولادة النجوم ودراسة نجوم النمط المبكر، وتكوّن الكواكب كنواتج مباشرة لولادة النجوم أيضاً.
وقد تتكون النجوم في أزواج تدور حول بعضها البعض، مثال على ذلك نجده في نجم الشعرى اليمانية فقد اتضح أنه عبارة عن نظام مكون من نجم ثنائي، كما توجد أنظمة نجمية تدور فيها ثلاثة نجوم حول بعضها.
وهذه التجمعات الغازية تسمى بالسحابات الجزيئية نظرا لوجود عنصر الهيدروجين فيها بحالة جزيئية، ومن هذه السحب الجزيئية، سحابة الجبار الجزيئية التي تحتوي على حلقة بارنارد وسديم الجبار المشهور وأجزاء أخرى.
وتتكون هذه التجمعات الهائلة من غازات الهيدروجين الجزيئي وبعض الغبار والسحب، وفيها نسبة من غاز أول أكسيد الكربون الذي يمكن الكشف عنه بسهولة، والعلاقة بين لمعان غاز أول أكسيد الكربون وكتلة الهيدروجين الجزيئي في هذه السحب يعتقد أنها ثابتة، أي يمكننا حساب كتلة السحب من خلال معرفة مقدار لمعان غاز أول أكسيد الكربون فيها، لكن ذلك قد لا يكون صحيحا بعد ان تجرى الدراسات على مجرات أخرى.