حجة القيم السامية
حجة التسامي لوجود الله (بالإنجليزية: Transcendental Argument for the Existence of God) هي حجة منطقية تحاول إثبات وجود الله بحجة أن المنطق والأخلاق والعلوم تفترض في النهاية وجودًا متساميًا، لأن المادة الجامدة والعشوائية لا تعلله، وأن الله يجب أن يكون بالتالي هو مصدر المنطق والأخلاق والعلم. وأنه دون وجود الله من المستحيل إثبات أي شيء لأنه لا يمكن تعليل وجود أي قانون عام، قوانين المنطق في المنطق الاستدلالي متماسكة ولو كانت مختزالة إلى أمر مادي لكانت متغيرة ومتطورة ولذلك فاعتمادها على الله الخالق يضمن لها الثبات، يمكن للملحد أن يفكر ويستخدم المنطق لكنه لا يستطيع تعليله، واتحاد قوانين المنطق بين البشر يدل على اتحاد مصدرها وأنه مصدر غير متحول، فما يحدث داخل الدماغ من التنبيهات الكهربائية لا يمنع قبول التناقضات المنطقية، والتعلل بأن قوانين المنطق مقبولة لأنها تعمل، ولكنها تعمل لأنها حقيقية، ولا يمكن للملحد أن يبرر معيارية التفكير المطلقة مثل قوانين المنطق، وأن يعلل كيف يطابق الكون المادي قانون فكري غير مادي، وهذا الأمر استثمره ألفين بلانتينغا لبناء الحجة التطورية ضد الطبيعانية، كما أن مسألة الاعتماد علميًا على اتساق تصرف المادة في الماضي، بحيث نتوق اتساقية خصائصها وسلوكها في المستقبل، أمر غير متماسك منطقيًا في فكر الملحد إلا إن افترض أن الكون متسق في الماضي وسيبقى متسقًا في المستقبل واعتبر هذا افتراض مسلم به بداية. في حين أن الاعتقاد بالإله خالق يجعل هذا التوازن والاتساق أمر مستمدًا من علم الإله وثباته وقدرته. وأكثر من اشتهر في الدفاع عن حجة التسامي هو جريج بهانسن Greg Bahnsen وذلك كجزء من أسلوب دفاعي في الحوارات يعتمد الافتراضات المسبقة، فيسأل محاوريه من الملحدين عن الأساس المنطقي لما يطرحوه ثم يبين تناقض الرؤية الكونية التي ينطلقون منها. وقد صاغ إيمانويل كانت نسخة من حجة التسامي في كتابه عام 1763 الحجة الوحيدة الممكنة لدعم ظاهرة وجود الله، وقد تم تطوير معظم الصيغ المعاصرة لحجة التسامي في إطار التبرير المسيحي. وحجة التسامي بصيغتها العامة تقوم بهذه الصيغة:
- الادعاء س من حالاتي الدماغية صحيح (عندي معرفة، يوجد الخير والشر، عقلي موجود، إلى آخره)
- لكي يصح س يجب أن تصح عبارة ع (نحن لا نعيش في ماتريكس، الله موجود، العقول الأخرى موجودة)
- العبارة ع صحيحة.
فحجة التسامي تنطلق من الداخل إلى الخارج، لأننا قد نشك في الخارج ولكن من الصعب أن نشك في الداخل، ومنها عبارة ديكارت المشهورة "أنا أفكر فأنا موجود" التي أوردها في كتابه اللاتيني الذي وضعه للرد على بوادر الإلحاد في عصره تأملات في الفلسفة الأولى. ومن مؤيدي هذه الحجة من المعاصرين شتراوسن وفيتغشتاين.