حداثة بوذية
تُطلق تسمية الحداثة البوذية (ويُشار إليها أحيانًا باسم البوذية المعاصرة، أو البوذية الحداثية، أو البوذية الجديدة) على حركات معاصرة تستند إلى تفسيرات جديدة للبوذية في الحقبة الحالية. يذكر ديفيد مكماهان أن حركات الحداثة البوذية مشابهة لتلك الموجودة في غيرها من الديانات. تُنسب مصادر التأثير في الحداثة البوذية بشكل متنوع إلى التقاء المجتمعات البوذية ومعلّميها بالثقافات والمناهج الجديدة مثل «التوحيد الغربي، والعقلانية، والطبيعانية، والتعبيرية الرومانتيكية». يُلمس أثر التوحيد من خلال استيعاب الآلهة البوذية لجعلها مقبولة في الغرب المعاصر، في حين أنه تمثلت تأثيرات الطبيعانية العلمية والرومانتيكية في إعلاء شأن الحياة الحالية، والتفسيرات التجريبية، والمنطق، والمنافع النفسية والصحية.
تختلف حركات البوذية الجديدة في عقائدها وممارساتها عن مدارس البوذية التقليدية التاريخية السائدة مثل تيرافادا، وماهايانا، وفاجرايانا. بوصفها استحداثًا مشتركًا بين المستشرقين الغربيين والبوذيين الآسيويين من ذوي الاتجاهات الإصلاحية، تعتبر الحداثة البوذية إعادة صياغة للمفاهيم البوذية التي نحّت أهمية العقائد والكوسمولوجيا البوذية، ورهبانيتها، وطقوسها، وهرميتها الدينية، وعبادة أيقوناتها. شاع المصطلح في دراسات الأديان الآسيوية في العهد الكولونيالي وما بعد الكولونيالي، ويمكن تتبعها في مصادر مثل مقال من العام 1910 للويس دي لا فالي بوسان.
تضم الأمثلة على حركات وتقاليد الحداثة البوذية: البوذية الإنسانوية، والبوذية العلمانية، والبوذية المشاركة، ونافايانا، والمنظمات العلمانية اليابانية التابعة لمذهب نيتشيرين البوذي مثل رابطة شباب إحياء البوذية لـسوكا غاكاي، وغيرو سينوو، وحركة دوبوكاي وفروعها مثل البوذية الواحدية، ومدرسة كادامبا الجديدة، والنشاط التبشيري لأساتذة البوذية التبتية في الغرب (المتصدّرة للحركة البوذية المتزايدة باضطراد في فرنسا)، وحركة فيباسانا، ومجتمع تريرانتا البوذي، ومؤسسة جبل دهارما دروم، ومنظمة فو غوانغ شان، وبوذية وون، والمركبة العظيمة الغربية، ومنظمة تسو تشي، ومؤسسة جونيبير.