خرجة
خرجة (بالإسبانية: jarcha) هو مصطلح أدبي يشير إلى نهاية المقطع الأخير من الموشح (قصيدة عربية أو عبرانية في شكل ثابت اخترع في الأندلس في إسبانيا العصور الوسطى المسلمة. والخرجة (بالعربية: الخروج أو النهاية).
على ما يبدو فإن أقدم خرجة تعود إلى منتصف القرن الحادي عشر وأحدثها إلى النصف الأول من القرن الرابع عشر ونجد العديد منها بين نهايات القرن الحادي عشر وبدايات القرن الثاني عشر. نُظِمت معظم الخرجات باللهجة الإسبانية العامية، غير أن جزءاً صغيراً منها نُظم باللغة الرومانسية الأندلسية خاصة ما بين أواخر القرن الحادي عشر إلى بداية القرن الرابع عشر، ومنها تشكّلت أقدم نماذج عرفتها الأشعار المكتوبة في اللغات الرومانسية.
أدخلت الخرجة كأغنية من أبيات قليلة مكتوبة باللغة الرومانسية أو العبرانية أو العربية العامية في نهاية الموّشح. وعُرفت ظاهرة شعرية أخرى ذات خصائص مشابهة للخرجة وهي الزجل الذي يختلف بتوزيع أبياته في كامل القصيدة.
كتبها شعراء مثقفون: عرب ويهود، قلّدوا الشعر الغنائي الروماني القديم. فتمكنوا من جمعها من الفلكلور الشعبي أو حتى أعادوا تكييفها ضمن احتياجاتهم العروضية كامتداد للضرورات الشعرية للموشح، أو حتى ابدعوا في إعادة قولبتها من أصولها وأشكالها القديمة.
الموشحة (وهي كلمة عربية تعني عَقْد) هي نوع من القصائد المهذبة التي بلغت ذروة مجدها في الأندلس ما بين القرنين التاسع والثاني عشر. فقد جلب العرب معهم نموذجاً شعرياً يعود للقرن الرابع وهو القصيدة العامودية ساهمت في تطور الموشحة.
كتبت الموشحة في أبيات شعرية قصيرة متأثرة بالغناء الشعبي، غير أنها كانت من ناحية البناء والمواضيع معقدة جداً. يعتقد أنها ظهرت في شبه الجزيرة نتيجة تمازج الثقافات في ظل العهد الأندلسي وتأثرت بالتعايش الوثيق بين هذه الثقافات (عرب، عبرانين، مسيحيين) خاصة في حقبة ملوك الطوائف. ويرجع العرب الموشحة أحياناً إلى كونها أغانٍ مسيحية. اكتشفت وترجمت لأول مرة في عام 1948 بواسطة عالم اللغة العبرانية سامويل ميكلوس ستيرن. ونتوقع الحصول على تفسيرات وشروحات متعاقبة لهذه النصوص من خبراء مختلفين في السنوات القليلة المقبلة. وبسبب الغموض في اللغات العروبية فلا بد من توقع تفسيرات عديدة، لذا ستبقى الخرجات قضية قابلة للنقاش والبحث المتخصص.