داء شاغاس

داء شاغاس (بالإنجليزية: Chagas disease)‏ أو داء المثقبيّات الأمريكيّ (بالإنجليزية: American trypanosomiasis)‏ هو مرض ينتشر في المناطق المدارية الاستوائية، وهو مرض طفيلي يسببه طلائعي التريبانوسوما الكروزية. ينتشر المرض بشكل أساسي عن طريق حشرات معروفة باسم الفسافس -جنس من البق- أو البَقُّ المُقَبِّل. تتغير الأعراض المرضية خلال مدة العدوى. في المراحل المبكرة، تكون الأعراض عادةً إمّا غير ظاهرة أو خفيفة، وقد تشمل الحمّى، وتورمَ العقد اللمفاوية، والصّداعَ أو ورماً في منطقة اللدغة. بعد مرور ثماني إلى إثني عشر إسبوعاً على الإصابة، يدخل الشخص المُصابُ المرحلةَ المزمنةَ من المرض، وبنسبة من 60 %إلى 70 % من الحالات، لا تنتج المزيد من الأعراض المرضية بعد ذلك. أما النسبة المتبقية من المصابين والتي تتراوح من 30 % إلى 40 %، فتتطور لديهم الأعراض بعد عشْر سنوات إلى ثلاثين سنة من الإصابة بالعدوى، وتشمل تلك الأعراض تضخماً في بطيني القلب في 20 % إلى 30 % من المصابين، مما يؤدي إلى قصور القلب. وفي 10 % من المصابين، قد يحدث أيضاً تضخم في المريء أو توسع في القولون.

داء شاغاس
صورة مجهرية للمثقبية الكروزية بـصبغة جيمزا

تسميات أخرى داء المثقبيّات الأمريكيّ
النطق /ˈɑːɡəs/, تلفظ برتغالي: /ˈʃaɡɐs/
معلومات عامة
الاختصاص مرض معدي
من أنواع داء المثقبيات ،  والأمراض المدارية المهملة  
الأسباب
الأسباب المثقبية الكروزية تنتشر بواسطة البق المقبل
طريقة انتقال العامل المسبب للمرض انتقال عبر الحشرات   
المظهر السريري
الأعراض الحمّى، تورم العقد الليمفاوية، الصداع
المضاعفات قصور القلب، تضخم في المرئ، تضخم القولون
الإدارة
الوقاية التخلص من البَقُّ المُقَبِّل وتجنب لدغاته
التشخيص وجود الطفيل أو الأجسام المضادة في الدم
أدوية
الوبائيات
انتشار المرض 6.6 مليون (2015)
الوفيات 8000 (2015)
التاريخ
سُمي باسم كارلوس شاغاس  

تنتقل التريبانوسوما الكروزيّة للإنسان والثّديّات الأخرى عن طريق "البَقِّ المُقَبِّل" مصّاص الدماء، الّذي ينتمي إلى تحت فصيلة الفسافس. تُعرف هذه الحشرات بأسماء مختلفة حسب المنطقة الّتي توجد فيها، فعلى سبيل المثال، تُعرف باسم فينشوكا (بالإسبانية: vinchuca)‏ في الأرجنتين وبوليفيا وتشيلي والباراجواي، وباسم باربيرو (بالإسبانية: barbeiro)‏ في البرازيل، وباسم بيتو (بالإسبانية: pito)‏ في كولومبيا، وتعرف باسم شينش (بالإسبانية: chinche)‏ في أمريكا الوسطى، وباسم شيبو (بالإسبانية: chipo)‏ في فنزويلّا. وقد ينتشر هذا الدّاء أيضاً عن طريق عمليّات نقل الدم وعمليّات زراعة الأعضاء وعن طريق تناولِ طعامٍ ملوّثٍ بالطّفيليّات وبالانتقال العمودي، أي من الأمّ إلى الجنين. يتم تشخيص المرض في حالاته المبكّرة عن طريق إيجاد الطّفيليّات في الدّم باستعمال المجهر. أمّا الحالات المتقدّمة، فتشخّص عن طريق إيجاد الأجسام المضادة للتريبانوسوما الكروزيّة في الدّم.

تتمثل الوقاية بشكل أساسيّ بالتّخلّص من البَقِّ المُقَبِّل وتفادي عضّته. وقد ينطوي ذلك على استخدام المبيدات الحشرية أو الناموسية. ويعد فحص الدّم قبل عمليّات نقل الدم طريقةً أخرى لتفادي الإصابة. لم يتمّ تطوير مطعومٍ للمرض حتى سنة 2017. أما بالنّسبة لحالات الإصابة المكتشفة مبكّراً فيتم معالجتها باستخدام كل من الدوائين بنزنيدازول أو نيفورتيموكس. في الغالب تنجح المعالجة بهذه الأدوية إذا تم إعطاؤها مبكّراً، لكن كلّما زادت مدّة الإصابة بالمرض قلّ مفعول الدّواء. في الحالات المزمنة من المرض يمكن أن تنجح تلك الأدوية في تأخير أو منع تطوّر أعراض المرض للمرحلة النّهائيّة. بنزنيدازول ونيفورتيموكس يسبّبان أعراضاً جانبيّة مؤقتة في 40 % من المصابين، وتشمل هذه الأعراض أمراضاً جلدية، وتسمّماً في الدّماغ وتهيّجاً في الجهاز الهضميّ.

تشير التقديرات إلى أن 6.6 مليون شخص مصاب بداء شاغاس، أغلبهم من المكسيك، وأمريكا الوسطى، وأمريكا الجنوبية. في عام 2015، قُدِّر بأنّ داء شاغاس تسبب بحوالي 8000 حالة وفاة تقريباً في عام 2015. وقد كان أغلب المصابين بالدّاء من الفقراء، وأغلبهم لم يدرك حتى إصابته بالعدوى. وقد أدّت التحركات السكانية الواسعة النطاق إلى زيادة المناطق التي يوجد فيها داء شاغاس، وهذا ينطبق على عددٍ من البلدان الأوروبية إضافةً إلى الولايات المتحدة الأمريكية. ولقد شهدت هذه المناطق زيادةً في عدد الإصابات خلال السنين الماضية وحتى عام 2014. وقد تم وصف المرض لأول مرة في عام 1909 من قبل الطبيب البرازيلي كارلوس شاغاس، الذي سُمي المرض باسمه. ويصنف داء شاغاس على أنه مرض مداري مهمل. ويؤثر على أكثر من 150 نوعاً من الحيوانات الأخرى.

This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.