علامات تجارية فيما بعد الحداثة
في استجابة للتحول الذي طرأ على سلوك المستهلك والظروف التي أحدثتها ثقافة ما بعد الحداثة، غيرت العديد من الشركات نهج التسويق الخاص بها لمعالجة وخلق تجربة أكثر رواجًا وذكاء، فضلاً عن ضمان تفاعل العملاء وتجاوبهم. يذكر أن الوسائل التقليدية لإدارة العلامة التجارية قد حققت نموًا كبيرًا ومركبًا في سوق مجتمع ما بعد الحداثة. ويكمن أحد التعريفات التي وضعتها مدارس الفكر المتعلقة بالتسويق والجمعيات المتخصصة المعتمدة للعلامة التجارية (الماركة) من المنظورين الحديث أو التقليدي في أن العلامة التجارية هي "الاسم أو التعبير أو التصميم أو الرمز أو أية سمة أخرى تميز سلعة أحد الباعة أو الخدمات التي يقدمها عن غيرها من تلك التي يقدمها بائعون آخرون. ويشير هذا التعريف وفقًا لما ذكره موزيليك وماكدونا إلى العلامة التجارية بوصفها كيانًا واقعيًا مفردًا أو تركيزًا على شركاء تفاعل يمكن معالجته من خلال اتجاه واحد لا يتوافق في معظم الحالات مع قنوات اتصال العملاء.
ونتيجة لذلك، تسرع العديد من الشركات في تغيير الطريقة التي تدير بها الأسماء والتعبيرات والتصميمات والرموز، وغيرها من مواد التسويق نيابة عن العلامة التجارية. ولا تقتصر أهمية هذا النهج هنا على أنه يصب التركيز على المواد التي تنتجها المؤسسة ويتتبعها فقط، ولكن لأنه يتعداه ليحدد ويراقب ويتتبع المواد التي ينتجها أو يقترحها المعجبون بالعلامة التجارية، والذين يدينون بالولاء لها، فضلاً عن الكارهين لها ومن شابههم.
وحتى ينجح الانخراط في عالم التسويق في مجتمع ما بعد الحداثة، تصبح العلامة التجارية في حاجة إلى التكيف على أنظمة جديدة تقدم مستوى أعمق من الفهم.
كما أن الأنظمة الناشئة حديثًا في حاجة إلى علامة تجارية حتى تصبح أكثر سرعة وحتى تتسم بطابع شخصي لدى العملاء. وعلى الرغم من أن هذا الوقت يتسم بالتطور المستمر، فإنه يؤكد على وجود قوانين جديدة تختص بمستويات التسويق "الحديثة" أو "الحديثة جدًا". وعلى الرغم من أن المؤسسة قد تستخدم أي نوع من أنواع المنصات وعمليات المعالجة، فعلى مدير العلامة التجارية إدراك أن العلامة التجارية التي يقوم بإدارتها لا تزال مجرد شريك في المجتمع الذي يرغب في إنشائه. ويمكن القول إن المؤسسة يجب أن تبدأ في التعامل مع فكرة أنها قد لا تمتلك علامتها التجارية التي كونتها.