عنف ديني

العنف الديني هو المصطلح الذي يشمل الظواهر حيث يكون الدين هو موضوع للسلوك العنيف. العنف الديني، وتحديدا، العنف المفتعل أوالناتج عن رد فعل على التعاليم، والنصوص، أو مذاهب الدينية. وهذا يشمل العنف ضد المؤسسات الدينية، والأشخاص، والأشياء، أو عندما تكون دوافع العنف إلى حد ما من قبل بعض الجوانب الدينية للوصول لهدف أو مبدأ من مبادئ المهاجم. العنف الديني لا يشير حصرا إلى الأفعال التي ارتكبتها الجماعات الدينية، بل يشمل أيضا الأفعال التي ارتكبتها الجماعات العلمانية ضد الجماعات الدينية.

العنف الديني، مثل كل أعمال العنف، هي عملية جوهرها ثقافي معانيها تعتمدعلى هذا السياق. العنف الديني في كثير من الأحيان يميل إلى التركيز بشكل كبير على الجانب الرمزي للفعل. العنف الديني هو في المقام الأول من اختصاص ممثل للأفعال العنيفة، ويمكن التمييز بين أشكال الفردية والجماعية من العنف. عموما، يرتكب العنف الديني لأسباب عديدة وعموما واحد فقط من العوامل المساهمة الاجتماعية والسياسية التي تؤدي إلى الاضطرابات.

«الدين» هو مفهوم غربي حديث ومعقد وإشكالي، وعلى الرغم من عدم وجود إجماع علمي حول ماهية الدين. يُنظر إلى الدين باعتباره مجرد فكرة مجردة تنطوي على معتقدات ومذاهب وأماكن مقدسة، ويشكل الارتباط بين العقيدة الدينية والسلوك إشكالية. أظهرت عقود من الأبحاث في علم الإنسان وعلم الاجتماع وعلم النفس، أن السلوكيات التي تُتبع بشكل مباشر من المعتقدات والقيم الدينية تكون خاطئة، لأن الأفكار الدينية للناس مجزأة وغير مترابطة بشكل مُحكم وتعتمد على السياق، مثلما هو الحال في كافة مجالات الثقافة والحياة الأخرى. يكون من النادر بشكل عام أن تشجع الأديان والأنظمة الأخلاقية والمجتمعات على العنف باعتباره غاية في حد ذاتها، لأن العنف أمر غير مرغوب به عالميًا، ويوجد في الوقت نفسه توترًا عالميًا يتخلل جميع الثقافات بين الرغبة العامة في تجنب العنف وقبول الاستخدامات المبررة له بهدف منع «شر أعظم».

يعد العنف الديني مثل جميع أشكال العنف عملية ثقافية معتمدة على السياق ومعقدة للغاية. تؤدي المبالغة في تبسيط «الدين» و«العنف» غالبًا إلى فهم مضلل للأسباب التي تجعل بعض الأشخاص يرتكبون أعمال عنف، بينما لا يرتكب غيرهم من الناس مثل هذه الأفعال في المقام الأول. يُرتكب العنف لمجموعة واسعة من الأسباب الأيديولوجية، ولا يشكل الدين بشكل عام سوى أحد العوامل الاجتماعية والسياسية العديدة التي يمكن أن تؤدي إلى الاضطرابات. تستنتج الدراسات التي تتناول حالات العنف الديني المفترضة، أن العداوات العرقية تحرك العنف بقوة وليس الآراء الدينية العالمية. شكك الباحثون مؤخرًا في مفهوم «العنف الديني» نفسه وإلى أي مدى يمكن للجوانب الدينية أو السياسية أو الاقتصادية أو الإثنية للصراع أن تحمل معنىً.

يلاحظ البعض أن مفهوم «الدين» هو اختراع حديث في حد ذاته، وليس شيئًا تاريخيًا أو عالميًا عبر الثقافات، مما يجعل «العنف الديني» خرافة حديثة، وبما أن جميع حالات العنف تشكل أبعادًا اجتماعية وسياسية واقتصادية، فلا يوجد اتفاق في الآراء بشأن تعاريف «الدين» ولا في سبيل عزل «الدين» عن باقي الأبعاد التحفيزية الأكثر احتمالًا، وبالتالي يكون من الخطأ تصنيف أي حدث عنيف على أنه «ديني». يتبين أن الدافع الكامن وراء جميع أعمال العنف الديني المفترضة مثل حرب الثلاثين عامًا وحروب الدين الفرنسية والنزاع البروتستانتي الكاثوليكي في إيرلندا والحرب الأهلية السريلانكية والهجمات الإرهابية في 9 أيلول وغيرها، والحرب البوسنية والحرب الأهلية الرواندية، هو القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في المقام الأول وليس الدين.

This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.