كونغرس قاري
الكونغرس القاري كان في البداية خاصًا بمندوبي عدد من المستعمرات البريطانية الأمريكية في ذروة الثورة الأمريكية، إذ عُقد بشكل جماعي في سبيل مصالح شعوب المستعمرات الثلاث عشرة التي شكلت في النهاية الولايات المتحدة الأمريكية. أصبح الكونغرس الهيكل الإداري المؤقت للولايات المتحدة المشتركة بعد إعلان استقلال المستعمرات عن مملكة بريطانيا العظمى في عام 1776، بينما ظلت معظم وظائف الحكومة متمركزة في الولايات الفردية. يشير المصطلح بشكل محدد إلى الكونغرس القاري الأول لعام 1774 والكونغرس القاري الثاني الذي عُقد في الفترة الممتدة بين 1775-1781. يشير المصطلح على نطاق أوسع أيضًا إلى كونغرس الاتحاد في الفترة الممتدة بين 1781 و1789؛ وبذلك يغطي الهيئات البرلمانية الثلاث في المستعمرات الثلاث عشرة والولايات المتحدة التي توحدت بين عامي 1774 و1789 مع تنصيب حكومة جديدة بموجب دستور الولايات المتحدة الأمريكية.
سعى الكونغرس القاري الأول إلى المساعدة في إصلاح العلاقة المتوترة بين الحكومة البريطانية ومستعمراتها الأمريكية مع التشديد على حقوق المستعمرين، وذلك ردًا على القوانين التي لا تُطاق التي أقرها البرلمان البريطاني في عام 1774. تبنى المؤتمر الثاني إعلان الاستقلال الأمريكي في يوليو من عام 1776، معلنًا أن المستعمرات الثلاث عشرة أصبحت الآن ولايات مستقلةً ذات سيادة، ولم تعد تحت الحكم البريطاني. عملت هذه الهيئة بصفتها حكومة مؤقتة للولايات المتحدة الأمريكية حتى دخول إطار الحكومة الأول في البلاد -وثائق الكونفدرالية والاتحاد الدائم- حيز التنفيذ في الأول من مارس من عام 1781، لتُعرف حينها باسم كونغرس الاتحاد. اجتمعت هذه الهيئة الحاكمة المؤلفة من مجلس واحد في ثماني جلسات (فشلت الجلسة التاسعة في تحقيق النصاب القانوني) رسميًا على غرار «تجمع الولايات المتحدة في الكونغرس»، قبل حلها في عام 1789، مع تولي كونغرس الولايات المتحدة الأمريكية الأول السلطةَ التشريعية في الأمة بموجب الدستور.
يعود الكثير مما يُعرف اليوم حول الأنشطة اليومية لهذه المؤتمرات إلى محاضر الجلسات التي يحتفظ بها وزير المؤتمرات الثلاث تشارلز تومسون. تحتوي وثائق الكونغرس القاري المطبوعة بشكل معاصر على أوراق الكونغرس الرسمية، ورسائله، ومعاهداته، وتقاريره، وسجلاته. يتمتع مندوبو المؤتمرات القارية والكونفدرالية بخبرة واسعة في الهيئات التداولية، مع «إجمالي تراكمي يبلغ نحو 500 عام من الخبرة في مجالسهم الاستعمارية، بالإضافة إلى خدمة العشرات منهم بصفتهم متحدثين في مجالس هيئاتهم التشريعية».