معاداة الكاثوليكية
معاداة الكاثوليكية هي العداوة نحو أو معارضة الكاثوليكية وخصوصًا الكنيسة الرومانية الكاثوليكية وأساقفتها ورؤسائها وأتباعها ومهماتها الدينية ونفوذ هذه الكنيسة وأحياناً ما تصل إلى الإضطهاد الديني للكاثوليك. في فترات مختلفة بعد الإصلاح البروتستانتي، قامت بعض الدول البروتستانتية، بما في ذلك إنجلترا وبروسيا واسكتلندا بمناهضة الكاثوليكية وعارضت البابوية والطقوس الكاثوليكية، وأدت في كثير من الأحيان الموضوعات السياسيَّة الرئيسيَّة والمشاعر المعادية للكاثوليكية إلى التمييز الديني ضد الأفراد الكاثوليك (والذين يُشار إليهم غالبًا في البلدان البروتستانتية الناطقة بالإنجليزية باسم "البابويين" أو "الرومانيين"). ويُحدد المؤرخ جون وولف أربعة أنواع من معاداة الكاثوليكية: الدستورية القوميَّة، واللاهوتيَّة، والشعبيَّة، والاجتماعية الثقافية.
تاريخياً، اتهم الكاثوليك الذين يعيشون في البلدان البروتستانتية في كثير من الأحيان في التآمر ضد الدولة وفي تعزيز المصالح البابوية. وأدّى الدعم الكاثوليكي "للبابا الأجنبي" إلى مزاعم بعدم الولاء للدولة. في معظم الدول البروتستانتية التي عرفت هجرة واسعة النطاق، مثل الولايات المتحدة وأستراليا، غالبًا ما تداخلت أو اختلطت الشكوك حول المهاجرين الكاثوليك أو التمييز ضدهم مع الأهلانية أو رهاب الأجانب أو الإستعلاء العرقيّ أو العنصرية (مثل معاداة الإيطاليين، والإيرلنديين، والهسبان، والكيبكيين، والفرنسيين، والبولنديين).
في الفترة الحديثة المبكرة، كافحت الكنيسة الرومانية الكاثوليكية للحفاظ على دورها الديني والسياسي التقليدي في مواجهة القوى العلمانية الصاعدة في البلدان الكاثوليكية. ونتيجة لهذه الصراعات، نشأ موقف عدائي تجاه القوة السياسية والاجتماعية والروحيَّة والدينيَّة الكبيرة للبابا ورجال الدين في شكل العداء لرجال الدين. وكانت محاكم التفتيش هدفًا مفضلاً للهجوم. اكتسبت القوى المناهضة لرجال الدين قوة بعد عام 1789 في بعض الدول الكاثوليكية في المقام الأول، مثل فرنسا وإسبانيا والمكسيك. تشكلَّت الأحزاب السياسية التي عبرت عن موقف عدائي تجاه القوة السياسية والاجتماعية والروحية والدينية الكبيرة للكنيسة الكاثوليكية في شكل معاداة رجال الدين، والهجمات على سلطة البابا في تعيين الأساقفة، والجماعات الكاثوليكية الدولية خصوصاً اليسوعيين.