معركة كورسك
معركة كورسك تعتبر من المعارك التي حددت مسار ونتائج الحرب العالمية الثانية جرت مابين 5 يوليو 1943 و23 أغسطس بين القوات الألمانية والسوفياتية قرب مدينة كورسك (450 كلم جنوب غرب موسكو)، وشهدت وقوع أكبر معركة دبابات في التاريخ وهي معركة بروخوروفكا.
معركة كورسك | |||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
جزء من الجبهة الشرقية (الحرب العالمية الثانية) | |||||||||
دبابة تايغر 1 وعناصر من الفرقة الثانية بانزر إس إس خلال معركة كورسك | |||||||||
معلومات عامة | |||||||||
| |||||||||
المتحاربون | |||||||||
ألمانيا النازية | الاتحاد السوفيتي | ||||||||
القادة | |||||||||
إريش فون مانشتاين غونثر فون كلوج |
جورجي جوكوف كونستانتين روكوسوفسكي | ||||||||
القوة | |||||||||
912,460 جندي 2928 دبابة 9,966 مدفع 2110 طائرة |
1,910,361 جندي 5128 دبابة 25,013 مدفع وهاون 2792 إلى 3,549 طائرة | ||||||||
الخسائر | |||||||||
عملية سيتاديل:
54,182 جندي |
عملية سيتاديل:
177,847 جندي 1,614 | ||||||||
الهجوم الألماني حمل الاسم الترميزي عملية سيتاديل (لغة ألمانية: Unternehmen Zitadelle) ومثلت المعركة للنازيين آخر هجوم استراتيجي يمكنهم تنفيذه في الجبهة الشرقية. استهدف الألمان إضعاف القدرات الهجومية للجيش الأحمر طوال صيف 1943 عبر عزل عدد كبير من قطاعات القوات السوفياتية المتوقع تجمعها لشن هجوم انطلاقا من جيب كورسك، ما سيؤدي إلى إضعاف خطهم الدفاعي الذي عليه تحمل الضغط على قواتهم المبعثرة. المخطط كان يرمي إلى تنفيذ حركة كماشة عبر الاختراق من الجانبين الشمالي والجنوبي لجيب كورسك ومن ثمة تطويق القوات السوفياتية. وكان الاعتقاد السائد أن الانتصار في هذه المعركة سيعيد تأكيد القوة الألمانية ويرجع لها هيبتها مع حلفائها الذين ينوون الانسحاب من الحرب، وكان من المأمول أسر كبير من القوات السوفياتية وتسخيرهم للعمل في المصانع الحربية الألمانية.
لكن السوفيات حصلوا على معلومات استخبارية تكشف النوايا الألمانية من المخابرات البريطانية واعتراض رسائل آلة إنجما. وقد مكنتهم التحذيرات من الهجوم الألماني على كورسك -والتي وصلت أشهرا من قبل- من بناء دفاع عميق مصمم لتحمل دبابات البانزر رأس الحربة في الهجوم. كما خططوا لهجومات مضادة فقد كانوا يرون أن تحقيق الجيش الأحمر لانتصار حاسم سيمنحهم المبادرة الاستراتيجية طوال مدة الحرب.
أخّر الألمان موعد البداية محاولة منهم لبناء قواتهم وانتظار أسلحة جديدة، خاصة دبابات بانثر الجديدة وأعداد أكبر من دبابات تايغر وكانت تلك أول مرة يِؤخر فيها الألمان موعد هجوم استراتيجي. منح ذلك الجيش الأحمر وقتا أكبر لبناء سلسلة من الخطوط الدفاعية العميقة باتساع بلغ نحو 300 كلم واشتملت على نشر حقول الألغام، بناء التحصينات، وضع نقاط قوية من مضادات الدبابات مع سحب التشكيلات الآلية خارج الجيب وتكوين احتياطي كبير من القوات تحضيرا للهجوم الإستراتيجي المعاكس.
مع بدء الهجوم اصطدم الفيرماخت بخط دفاعي سوفياتي متين ومنظم لم تنفع معه محاولات الاختراق. ورغم الامكانيات المعتبرة التي تم حشدها تعرضت القوات الألمانية المهاجمة لخسائر معتبرة. الخسائر من الجانب السوفياتي كانت أفدح لكن الجيش الأحمر وبفضل قوات الاحتياط الإستراتيجي التي يحوزها قام بشن هجومين مضادين هما عملية بولكوفوديتس روميانتسيف (لغة روسية: Полководец Румянцев) وعملية كوتوزوف (لغة روسية: Кутузов) وتمكن من صد القوات الألمانية وإعادتها إلى خطوط البداية مع تحرير مدينتين هامتين هما خاركوف و أوريول.
الهزيمة التي تعرض لها الألمان في هذه المعركة جعلتهم عاجزين عن شن أي هجوم في الجبهة الشرقية، وبدأت معها سلسلة من التقهقرات المتتالية لقوات الفيرماخت في مواجهة الجيش الأحمر أدت إلى تحرير الأراضي السوفياتية من الاحتلال النازي، ومن ثمة احتلال بولونيا، وصار معها الطريق ممهدا إلى برلين.