نظرية الأمر الإلهي

نظرية الأمر الإلهي (تُعرف أيضًا باسم الطوعية الإلهية) هي نظرية أخلاقية فوقية، تقترح هذه النظرية الفكرة القائلة إن الفعل الخير مرتبط أخلاقيًا في ما إذا كان الله قد أمر بالفعل أم لا. تؤكد النظرية على ارتباط ما هو أخلاقي بأوامر الله، وتقول بأن الشخص الأخلاقي هو من يتبع أوامر الله. سلم أتباع الأديان التوحيدية والشركانية مرارًا بدور أوامر الله في ترسيخ الأخلاق خلال العصور القديمة والحديثة.

طُرحت صيغ مختلفة عديدة لهذه النظرية؛ إذ قدمت العديد من الشخصيات التاريخية مثل القديس أوغسطينوس ودانز سكوطس ووليام الأوكامي وسورين كيركغور صيغًا مختلفة من نظرية الأمر الإلهي، وقدم روبرت ميريو آدمز مؤخرًا «نظرية الأمر الإلهي المعدلة» المستندة على مفهوم الخير الكلي لله إذ ربطت الأخلاق بالمفاهيم البشرية حول الصواب والخطأ. دفع بول كوبان بصحة هذه النظرية من وجهة نظر مسيحية، بينما اقترحت نظرية ليندا ترينكاوس زاغزيبسكي عن الدافع الإلهي فكرة ارتباط مصدر الأخلاق بدوافع الله وليس بأوامره.

طُرحت بعض التحديات الدلالية لنظرية الأمر الإلهي؛ إذ جادل الفيسلوف وليام وينرايت بأنه لا يوجد تطابق دلالي بين الأمر الإلهي والإلزامية الأخلاقية، ما يجعل تعريف الإلزامية أمرًا صعبًا برأيه. وجد وينرايت نقطة ضعف في النظرية، إذ تقول نظرية الأمر الإلهي أن معرفة الله أمر ضروري للوصول إلى الأخلاق ما يعني عدم أخلاقية الملحدين واللاأدريين. اعتمد آخرون على الأسس المنطقية الطورية في نقدهم للنظرية، فرأوا أن احتمالية ارتباط أمر الله وأخلاقياته في هذا العالم لا يعني ارتباطهم في العوالم الأخرى بالضرورة. إضافة إلى ذلك، طرحت «معضلة يوثيفرو» التي قدمها أفلاطون لأول مرة (في إطار الدين اليوناني الشركاني) تهديدًا إما بترك موضوع الأخلاق للنزوات الإلهية أو بالطعن في القدرة الكلية لله. انتُقدت نظرية الأمر الإلهي لتعارضها الظاهري مع مبدأ القدرة الكلية لله والاستقلال الذاتي الأخلاقي والتعددية الدينية، على الرغم من محاولات بعض العلماء العديدة في الدفاع عن النظرية ضد هذه التحديات.

This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.