شعبوية يمينية
الشعبوية اليمينية، والتي تسمى أيضًا الشعبوية القومية أو القومية اليمينية هي أيديولوجية سياسية تجمع بين سياسات اليمين والخطابة والمواضيع الشعبوية. كثيرًا ما يتألف الخطاب الشعبوي من الآراء المعادية للنخبوية، ومعارضة المؤسسة الحاكمة، والتحدث إلى «عامة الشعب». تعترض كل من الشعبوية اليمينية والشعبوية اليسارية على السيطرة المتصوَّرة للنخب على الديمقراطيات الليبرالية، إلا أن شعبوية اليسار تعترض أيضًا على سلطة الشركات الكبرى وحلفائها، في حين تدعم شعبوية اليمين عادة الضوابط الصارمة المفروضة على الهجرة.
في أوروبا، يُستخدم مصطلح الشعبوية اليمينية لوصف المجموعات والسياسيين والأحزاب السياسية المعروفة، على نحو عام، بالشكوكية الأوروبية وبمعارضتها للهجرة، وخاصة الهجرة القادمة من العالم الإسلامي. ترتبط الشعبوية اليمينية في العالم الغربي، على نحو عام، بإيديولوجيات عديدة مثل معاداة حماية البيئة، والقومية الجديدة، ومناهضة العولمة، والأهلانية، والحمائية. يدعم الشعبويون اليمينيون الأوروبيون عادة توسيع دولة الرفاهية، ولكن مع حرمان المهاجرين غير الشرعيين من الحصول على إعانات حكومية، ويشار إلى هذا المفهوم على أنه «شوفينية الرفاهية».
ابتداءً من تسعينيات القرن العشرين، تأسست الأحزاب الشعبوية اليمينية في الهيئات التشريعية للديمقراطيات المختلفة. رغم أن حركات اليمين المتطرف في الولايات المتحدة (التي يُشار إليها عادة باسم «اليمين الراديكالي») قد جرت دراستها على نحو مستقل، فإن بعض الكتاب يعتبرونها جزءًا من ظاهرة الشعوبية اليمينية. ترتبط الشعبوية اليمينية في الولايات المتحدة أيضًا ارتباطًا وثيقًا بالمحافظين الأصليين.
منذ الكساد الكبير، بدأت تتنامى شعبية الحركات الشعبوية اليمينية الأوروبية مثل حزب التجمع الوطني (سابقًا حزب الجبهة الوطنية) في فرنسا، وحزب رابطة الشمال في إيطاليا، وحزب من أجل الحرية وحزب منتدى من أجل الديمقراطية في هولندا، وحزب الفنلنديين الحقيقيين، وحزب ديمقراطيي السويد، وحزب الشعب الدنماركي، وحزب الحرية النمساوي، وحزب استقلال المملكة المتحدة، وحزب البريكست البريطاني، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى المعارضة المتزايدة للهجرة المتدفقة القادمة من الشرق الأوسط وأفريقيا، وزيادة الشكوكية الأوروبية والاستياء من السياسات الاقتصادية للاتحاد الأوروبي. فاز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية للولايات المتحدة عام 2016 بعد أن خاض الانتخابات على منصة تضمنت مواضيع شعبوية يمينية.