علم أصول الكلمات
التأثيل (وله أسماء أخرى) هو علم يبحث عن العلاقات التي تربط كلمة بوحدة قديمة جدا تعد هي الأصل. بالمعنى القديم، هي البحث عن المعنى الأصلي والأولي للكلمة، وهي عملية لسانية تعتمد المقارنة بين الصيغ والدلالات لتمييز الأصول والفروع. ومن ناحية أخرى عملية تاريخية حضارية؛ لأنها تستعين بدراسة المجتمعات والمؤسسات وسائر العلوم والفنون للبتّ في القضايا اللّسانياتية، بالإضافة إلى مقارنة الألسن لمعرفة أنسابها وأنماطها؛ لأن اللسان الذي يكون فرعا تكون ألفاظه فروعا. يكون التأثيل بدراسة الأصل التاريخي للكلمات، ويعتمد في ذلك على تتبع تطور الكلمة من خلال الوثائق والمخطوطات، وأحيانًا تاريخ المجموعات البشرية الناطقة بهذه الكلمات.
علم اللسان |
---|
النظري |
أصوات اللغة |
علم الصرف |
علم النحو |
علم اللغة |
علم المعاني |
علم الذرائع |
الوصفي |
علم اللسان الإنساني |
علم اللسان المقارن |
علم اللسان التاريخي |
علم اللسان الاجتماعي |
علم التأثيل - علم الأصوات |
التطبيقي والتجريبي |
علم اللسان الحاسوبي |
علم اللسان العصبي |
علم اللسان النفسي |
علم الإنسان اللساني |
علوم متصلة |
علم الاتصال |
أصوات اللغة |
قواعد اللغة |
علم اللغة |
انظر أيضا |
كتابة اللغة |
كتاب اللغة |
مدخل |
أتى المصطلح الإنجليزي Etymoloy، الذي يعني حقيقة الكلمة أو أصلها، من مقطعين يونانيين الأول Etymos وتعني الحقيقة، والمقطع الثاني logos اللفظ المشترك المستخدم هنا بمعنى الكلمة، أما في اللغة العربية فقد أتى مصطلح تأثيل من الجذر آَثَلَ، أثل الشيء بمعنى أصله. ويعرف التأثيل على أنه فرع من فروع اللسانيات يدرس أصل الكلمات، ونهج تطورها، ومقارنة المتشابه منها في لغات تنتمي لعائلة لغوية واحدة. كان أفلاطون من أوائل الباحثين في هذا المجال، ومنهجه يقترب كثيرا من المفهوم المعاصر لهذا العلم، وقد ناقشه في حوار من حواراته المسمى كراتيلوس ثم بعد أفلاطون اعتبر الفلاسفة الرواقيون أن الكلمات من مكونات الطبيعة، وهي نظير متمم للموجودات المادية، والأفكار المجردة تساعد في التعرف عليها، وبذلك يرفض الرواقيون مفهوم اختراع اللغة والاتفاق الإنساني على معاني الكلمات بواسطة مجموعة بشرية محددة. وينسب علماء اللسانيات أقدم بحث تأثيلي للقرن الخامس قبل الميلاد حين قام الكهنة الهنود بشرح الكلمات السنسكريتية العصية على الفهم في كتاب Rig-Veda أقدس كتبهم آنئذ لاستخدام هذه الكلمات في الطقوس الدينية.
كانت المحاولات الأولى في هذا العلم ساذجة ومبنية على الاجتهاد لا القواعد العلمية، وما زالت هذه الأساليب مستخدمة عند البعض حتى الآن وتسمى التأثيل العامي folk etymology، حيث يتم تفسير معاني الكلمات بناء على التشابه السطحي كما في كلمة island الإنجليزية ومعناها جزيرة حيث تُنسب إلى الكلمة الأنجلو-ساكسونية ومعناها "أرض تبدو كعين في ماء"، حيث أنها تلفظ eye + land.
أصبح التأثيل أكثر علمية بعدما بدأت أوروبا دراسة اللغة السنسكريتية في القرن التاسع عشر، ونشأة نظرية الأصول المشتركة للعائلات اللغوية، وما نتج من قوانين تفسر المتغيرات الصوتية المؤثرة على تشكيل الكلمات في مختلف اللغات، ونضج هذه القوانين لتُصبح علم النطقيات الذي يدين له تطورالتأثيل بالفضل، وينتمي كلاهما لنفس التقسيم الفرعي في اللسانيات، فقبل تطور علم الصوتيات لم يكن ممكنًا إجراء دراسة علمية منهجية على الكلمات المعروفة تُمكن الباحث من تتبع تاريخها بدقة.