فاشية إيطالية
الفاشية الإيطالية (بالإيطالية: فاشيزمو إيتاليانو «fascismo italiano»)، وتعرف أيضًا بالفاشية الكلاسيكية أو الفاشية فقط، هي الأيديولوجية الفاشية الأصلية كما تطورت في إيطاليا. ترتبط تلك الأيديولوجية بسلسلة من ثلاثة أحزاب سياسية قادهم بينيتو موسوليني، وهذه الأحزاب هي الحزب الفاشي الثوري (بي آر إف) الذي تأسس في عام 1915، والحزب الوطني الفاشي (بي إن إف) والذي أُعيد تسميته في المؤتمر الفاشي الثالث المُقام في الفترة 7 – 10 من شهر نوفمبر لعام 1921 وحَكم الحزب مملكة إيطاليا بدءًا من عام 1922 وحتى عام 1943، والحزب الفاشي الجمهوري الذي حكم الجمهورية الإيطالية الاشتراكية منذ عام 1943 وحتى 1945. وترتبط الفاشية الإيطالية أيضًا بالحركة الاجتماعية الإيطالية في فترة ما بعد الحرب وما تلاها من حركات الفاشية الجديدة الإيطالية.
ترسخت الفاشية الإيطالية في القومية الإيطالية، والنقابية الوطنية، والقومية الثورية، والرغبة في استعادة الأراضي الإيطالية وتوسيعها، وهو ما اعتبره الفاشيون الإيطاليون أمرًا ضروريًا للأمة لتأكيد تفوقها وقوتها وتجنب الخضوع للاضمحلال. وادعى الفاشيون الإيطاليون أيضًا أن إيطاليا الحديثة هي وريث روما القديمة وإرثها ودعمت تاريخيًا إنشاء إمبراطورية إيطالية لتوفير ما يُعرف بمساحة العيش «سباسيو فيتالي في اللغة الإيطالية» ليتثنى للمستوطنين الإيطاليين استعمارها وفرض سيطرتهم على البحر الأبيض المتوسط.
دعت الفاشية الإيطالية إلى نظام اقتصادي تشاركي ترتبط بواسطته نقابات الموظفين وأصحاب العمل معًا في جمعيات لتمثيل المنتجين الاقتصاديين والعمل جنبًا إلى جنب مع الدولة لوضع السياسة الاقتصادية الوطنية. ويهدف هذا النظام الاقتصادي إلى حل الصراع الطبقي من خلال التعاون بين طبقات المجتمع.
عارضت الفاشية الإيطالية الليبرالية، خاصة الليبرالية الكلاسيكية التي استنكرها موسوليني وقادة الفاشية لأنها «كارثة الفردية»، لكن بدلًا من السعي لاستعادة رجعية عالم ما قبل الثورة الفرنسية والذي اعتبرته أمرًا مشينًا، كان لديها اتجاهًا تطلعيًا. وعارضت الفاشية الاشتراكية الماركسية وذلك بسبب معارضة الاشتراكية النموذجية للقومية، لكنها كانت أيضًا معارضة للمحافظة الرجعية التي طورها جوزيف دي مايستر. اعتقد الفاشية أن نجاح القومية الإيطالية تطلب احترام العادات والإحساس الواضح بالتاريخ المشترك بين الشعب الإيطالي، بجانب الالتزام بالولاء لإيطاليا الحديثة.
في حين لم تعتنق الفاشية في إيطاليا بشكل مبدئي النزعة الاسكندنافية ومعاداة السامية المتأصلة في الأيدولوجية النازية، كان الطابع العنصري كان متواجدًا في الفكر الفاشي وسياساته منذ بداية الحكم الفاشي لإيطاليا. ومع اقتراب الفاشية الإيطالية والنازية الألمانية سياسيًا في النصف الأخير من ثلاثينيات القرن العشرين، أصبحت القوانين والسياسات الإيطالية معادية للسامية بشكل واضح، وتضمنت إقرار القوانين العرقية الإيطالية. واضطهد الفاشيون المتحدثين باللغة اليونانية في إيطاليا حينما كانوا في السلطة.