قائمة مواقع التراث العالمي المعرضة للخطر

مواقع التراث العالمي هي معالم تقوم لجنة التراث العالمي في اليونسكو بترشيحها ليتم إدراجها ضمن برنامج مواقع التراث الدولية التي تديره اليونسكو. وضعت اليونسكو اتفاقية التراث العالمي عام 1972، وعنوانها الكامل هو "اتفاقية متعلقة بحماية مواقع التراث العالمي الثقافية والطبيعية". وضعت الاتفاقية أساساً لتحديد وإدارة مواقع التراث العالمي. وفقاً للمادة 11.4 من الاتفاقية، يحق لمنظمة اليونسكو، من خلال لجنة التراث العالمي أن تدرج مواقع التراث العالمي المهددة والتي تتطلب مساعدة كبيرة في "قائمة مواقع التراث العالمي المعرضة للخطر". يهدف هذا الإجراء إلى زيادة الوعي الدولي للأخطار التي تتهدد المواقع التراثية وتشجيع اتخاذ إجراءات مضادة. قد تكون التهديدات التي يتعرض لها موقع تراث مخاطر مؤكدة أو محتملة، قد يكون لها آثار سلبية على الخصائص المميزة للموقع.

في حالة المواقع الطبيعية، تتضمن الأخطار المؤكدة انخفاض خطير في الكائنات التي تتواجد في الموقع، أو الأنواع الأخرى ذات القيمة أو تدهور الجمال الطبيعية أو القيمة العلمية للموقع بفعل أنشطة بشرية كقطع الأشجار والتلوث والمستوطنات البشرية والتعدين والزراعة والأشغال العامة الكبرى. تتضمن المخاطر المؤكدة للمواقع الثقافية تدهور خطير في المواد والهياكل والتماسك المعماري وفقدان الأصالة التاريخية أو الأهمية الثقافية. وتشمل الأخطار المحتملة للمواقع الثقافية والطبيعية كل من مشاريع التنمية والصراعات المسلحة ومحدودية نظم الإدارة، وتغيّر قوانين حماية الممتلكات. بالنسبة للمواقع الثقافية، فإن التغييرات التدريجية التي تسببها الظروف الجيولوجية والمناخ والبيئة تكون أخطاراً محتملة.

قبل إدراج أي موقع على قائمة مواقع التراث العالمي المهددة بالخطر، يتم تقييم حالتها ويتم وضع برنامج للتدابير التصحيحية بالتعاون مع الجهات المعنية في الدولة. ويكون القرار النهائي حول إدراج الموقع في قائمة الخطر بيد اللجنة. هذا وقد تخصص اللجنة دعماً مالياً من صندوق التراث العالمي للموقع المذكور. يتم مراجعة حالة حفظ الموقع سنوياً. وبناءً على نتائج المراجعة، قد تتطلب اللجنة إجراء تدابير إضافية أو قد تحذف الموقع من قائمة الخطر إذا كانت الأخطار قد أزيلت، أو قد تنسّب بحذف الموقع من قائمة التراث العالمي المهددة بالخطر ومن قائمة التراث العالمي ككل. من مواقع التراث العالمي السابقة، تم شطب موقع "وادي إلبه درسدن" بعد أن نسّبت اللجنة المواقع المهددة بالخطر بشطبه، في حين تم شطب محمية المها العربي في عُمان مباشرة من قائمة التراث.

عام 2012، تضمنت قائمة مواقع التراث العالمي في قائمة الخطر 38 موقعاً (17 موقع طبيعي و21 موقع ثقافي). تقع معظم هذه المواقع في العالم النامي، إذ يقع 17 منها في أفريقيا (منها 5 مواقع في جمهورية الكونغو الديمقراطية، و9 مواقع في آسيا، و8 مواقع في الأمريكيتين و4 في أوروبا. تقع معظم المواقع الطبيعية المهددة في أفريقيا (12 موقع تحديداً). من الجدير بالذكر أن عام 2015 شهد تسجيل عدد من مواقع التراث العالمي في الدول العربية في قائمة الخطر، شملت المواقع المهددة في اليمن وفلسطين. كما شهد عام 2016 تسجيل جميع مواقع التراث العالمي في ليبيا في قائمة الخطر إلى جانب مواقع أخرى في مالي ومكرونيزيا وأوزباكستان. أحياناً، أدى تسجيل موقع في قائمة المواقع المعرضة للخطر إلى تظافر الجهود وتخصيص التمويل، ما أدى إلى تطوّر إيجابي في بعض المواقع كأرخبيل غالاباغوس ومنتزه يلوستون الوطني، لكن تعرضت القائمة واليونسكو نفسها للنقد. شككت الأطراف المعنية في السلطة التي تتمتع بها اللجنة حتى تعلن عن موقعٍ في خطر دون موافقتهم. لم تحفل بعض الدول كثيراً بقائمة مواقع التراث العالمي المعرّضة للخطر، ولم تستخدمها بناء على الهدف الذي وجدت من أجله، بل اعتبرتها قائمة سوداء. وقد أفادت كريستينا كاميرون بروفيسورة في كلية العمارة ومديرة معهد كندا لأبحاث التراث، جامعة مونتريال أن القائمة استخدمت كأداة سياسية للفت انتباه الدول الأطراف. أشار الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة إلى أن اليونسكو تشير لقائمة مواقع الترث العالمي المعرضة للخطر (دون ذكر الموقع فعلياً) في عدد من الحالات، حيث كان من الممكن تحديد التهديد أو الخطر بسهولة من قبل الدولة المعنية. كما يجادل الاتحاد أن إدراج موقع في القائمة على أنه مهدد لفترة زمنية طويلة أمر مشكوك فيه وأن ثمة آليات آخرى للحفاظ على مواقع التراث يجب أن تتبع في هذه الحالات.

This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.