معتقدات هتلر السياسية

يواجه المؤرّخون وكاتبو السيَر في تقديم معتقدات هتلر السياسية شيئَا مِن الصعوبة. أخضع هتلر كتاباته وأساليبه للتعديل المتكرر تبعًا للحاجة والظرف المُعطى، رغم وجود بعض الموضوعات الثابتة، بما فيها معاداة السامية، ومعاداة الشيوعية، ومعاداة النظام البرلماني، واعتناق فكرة مساحة العيش الألمانية، والإيمان بتفوّق العِرق الآري، وشكلًا متطرّفًا من العصبية القومية الألمانية. ادّعى هتلر بنفسه أنه كان يحارب "الماركسية اليهودية".

تشكّلت معتقدات أدولف هتلر السياسية خلال فترات زمنية، أهمها: أولًا، السنوات التي أمضاها شابّاً شديد الفقر في فيينا وميونخ قبل فترة الحرب العالمية الأولى التي شهدت انكبابه على قراءة المنشورات السياسية ذات الطابع القومي والصحف المعادية للسامية وانصرافه عن الصحف الرئيسية والأحزاب السياسية. ثانيًا، الشهور الأخيرة للحرب العالمية الأولى عندما هُزمت ألمانيا في الحرب والتي يُقال أنها سبّبت إلهاب مشاعر هتلر القومية المتطرفة، ورغبته «بإنقاذ» ألمانيا من «أعداء» الخارج وأعدائها في الداخل، الذين «خانوا» ألمانيا في ظنّه. ثالثًا، عقد العشرينيات من القرن الماضي الذي شهد بدايات عمله السياسي والذي كتب خلاله كتابه كفاحي. تخلى هتلر رسميّاً عن جنسيته النمساوية في 7 أبريل 1925، ولكنه لم يحصل على الجنسية الألمانية حتى سبع سنوات بعد ذلك التاريخ، وهو ما خوّله بالترشّح لمنصب حكومي. تأثر هتلر ببينتو موسوليني الذي عُيّن رئيسًا لوزراء إيطاليا في أكتوبر من العام 1922 بعد تنظيمه «الزحف على روما». من أوجه عديدة، يجسّد هتلر «قوّة الشخصية في الحياة السياسية»، كما ذكر فريدريش ماينكه. أدّى هتلر دورًا جوهريّاً في هيكلية النازية من حيث جاذبيتها السياسية وتجليّاتها في ألمانيا. شدّد هتلر على مبدأ القيادة الذي كان يعني طاعة الأتباع العمياء لقادتهم. اعتبر هتلر بنية الحزب، ولاحقًا الحكومة، كهرَم، وهو شخصيّاً في موقع القائد المعصوم عن الخطأ في القمة.

آمن هتلر إيمانًا عميقًا بأن قوة الإرادة لها دورٌ حاسم في رسم المسار السياسي للدولة، وسوّغ تصرفاته بناءً على ذلك. نظرًا لتعيين هتلر «قائدًا الرايخ الثالث مدى الحياة»، فقد «جسّد السلطة العليا للدولة، وكونه منتدبًا عن الشعب الألماني»، يقع على عاتقه تحديد «الشكل الخارجي وبنية الرايخ». لتحقيق هذا الهدف، امتزج الطموح السياسي لدى هتلر بأيديولوجيا جمعت بين معاداة السامية بنستختَيها التقليديّتين النمساوية والألمانية ودوغما عِرقيّة ثقافويّة نهضت على شذرات من الداروينية الاجتماعية  وأفكار بغالبها مستقاة من غير مصادرها، ولم تُفهم سوى بصورة جزئية لكلّ مِن فريدريك نيتشه، وآرثر شوبنهاور، وريتشارد فاغنر، وهيوستن ستيورات تشامبيرلين، وآرتور دي غوبينو، وألفريد روزينبرغ، وبول دي لاغراد، وجورج سيرويل، وألفريد بلوتس، وغيرهم.

This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.