نسوية يهودية
نشأت الحركة النسوية اليهودية، كرد فعل للنظرة اليهودية الدونية للمرأة، التي تجعل منها أصل كل الشرور والآثام، التي تعاني منها البشرية، منذ بدء الخليقة، وقصة خروج آدم وحواء من الجنة، وفكرة الخطيئة المنسوبة إلى حواء، قد تدرجت في نفوس رجال اليهودية على مر الأيام؛ حتى جعلوا منها السبب الذي أورث البشرية وزر هذه الخطيئة، وبسببها ـ على زعمهم ـ دخل الموت إلى العالم، لذلك استحقت حواء منهم اللعنة الأبدية؛ حتى أصبحت في نظرهم "أمر من الموت". هذه الخطيئة التي ألبستها اليهودية للمرأة، جعلت من الرجل سيدًا عليها. وأنزلت مكانتها بالنسبة إليه، وجعلته ينظر إليها نظرة دونية، ويعاملها معاملة الجواري والعبيد مع فوارق يسيرة، وقد سمح للرجل بيع ابنته، ضمن شروط نص عليه. كما أن بعض الفرق اليهودية اعتبرت البنت في مرتبة الخدم، وإن لأبيها الحق في أن يبيعها ولو كانت قاصرة.
فالمرأة اليهودية وفق التصور الديني، قد سلبت خاصيتها الآدمية والإنسانية، وجعلت من خاصيات الرجل وممتلكاته الخاصة، التي يتصرف فيها كيفما يشاء، على النحو الذي يشاء، وأن الاعتداء عليها من رجل آخر، هو اعتداء على ملكه، وليس عليها مباشرة كإنسان له اعتباره، يحرم الاعتداء عليه.
اقتضت المكانة الدونية للمرأة اليهودية، وفق ما رسمها لها الفكر الديني: أن تخص بتشريعات خاصة تفاضل الرجل عنها، نذكر منها على سبيل المثال : فيما يتعلق بالطهارة، حيث نجاسة ولادة الأنثى، ضعف نجاسة ولادة الذكر، وأنها تحتاج ضعف المدة لتطهر، إذا ما ولدت أنثى مقارنة بالذكر.